تغذية الطفل في العامين الأولين تحدد النمو السليم للدماغ

إن تغذية الطفل أثناء الحمل وخلال العامين الأولين من الحياة أساسية جداً؛ فهي تحدد حرفياً كيفية عمل الدماغ لبقية حياة الشخص.

حيث تنمو الأعصاب وتتصل وتغطى بالمايلين myelin، مما يخلق الأنظمة التي تقرر كيف يفكر الطفل – والبالغ الذي يصبح عليه – وكيفية استجابته العاطفية للمتغيرات!

إن هذه الروابط والتغيرات تؤثر على الأنظمة الحسية، والتعلم، والذاكرة، والانتباه، وسرعة المعالجة، والقدرة على التحكم في الانفعالات والمزاج، وحتى القدرة على تعدد المهام أو التخطيط.

ما يهمنا ذكره أنه لا يمكن تعديل هذه الأنظمة الحسية والاتصالات العصبونية، فيبقى الدماغ على الحال الذي ينمو عليه في هذه الفترة.

كذلك إن البيئة التي يعيش فيها الطفل، ومدى إحاطته بالحب والرعاية، أمر بالغ الأهمية لهذه الروابط والتغييرات.

إضافةً إلى ذلك، يمكن أن تحدث الرضاعة الطبيعية فرقاً كبيراً، ليس فقط لأن حليب الثدي هو الغذاء الأول المثالي ولكن أيضاً بسبب الاتصال الوثيق مع الأم الذي يعد جزءاً من الرضاعة الطبيعية.

عناصر ضرورية لنمو الدماغ وتغذيته:

تحتل التغذية المرتبة الأكثر أهمية بالنسبة لنمو دماغ الطفل في السنتين الأوليتين من العمر.

سنذكر في الجدول التالي أهم العناصر الغذائية الواجب توفرها في غذاء الطفل:

وفي الحديث عن العناصر الغذائية الهامة في الفترة الأولى من الحياة، لا ننسى حمض الفوليك المهم بشكل أساسي لدى المرأة الحامل في الأشهر الأولى من الحمل. حيث يتوافر حمض الفوليك في الكبد السبانخ والحبوب الكاملة.

أما عن العناصر الزهيدة، الفيتامينات، فأهم ما يجب على الطفل تناوله هي فيتامينات A,D,B6,B12 المتوافرة في مختلف الأغذية.

بعضها يتوافر في الكبد والسبانخ كما حمض الفوليك وأيضاً في البطاطا كفيتامين A وB6، أما فيتامين D فيتم اكتسابه بالتعرض للشمس كما هو معروف، وفيتامين B12 يتواجد بشكل أساسي في المشتقات الحيوانية.

ما المشكلات التي تواجه تغذية الحامل والطفل؟

إن المشكلة الأساسية تكمن في العبء الاقتصادي المترتب على العائلة نتيجة تركز التوافر الحيوي للعناصر الغذائية الأساسية لتغذية الحامل والطفل في أغذية غالية الثمن كاللحوم ومشتقات الحليب.

كمحاولة لإيجاد حل لذلك، ينصح بالاعتماد على أغذية أخفض ثمناً ولكنها تكون ذات قيمة غذائية مرتفعة أيضاً كالبدائل النباتية.

إضافةً إلى ذلك، تواجه العائلات المتبعة للحمية الغذائية النباتية مشكلة في تناول اللحوم أو حتى مشتقات الحليب الغنية بهذه العناصر.

وأيضاً لحل هذه المشكلة ينصح بالاعتماد على المصادر النباتية لتأمين هذه العناصر.

توصيات خاصة:

يوصى بعدم إدخال السمك للنظام الغذائي للطفل قبل عمر السنة، وبالطبع هناك توصيات خاصة لتغذية الرضيع.

ختاماُ:

بمعرفة أهمية التغذية للطفل في السنتين الأوليتين من العمر لتأمين نمو سليم لدماغه وبالتالي ضمان محاكمة وتجربة شعورية سليمة له كبالغ، تزداد أهمية الاهتمام بالقيمة الغذائية للأطعمة المعطاة للطفل من حيث كميتها وجودتها وشموليتها للعناصر الغذائية الضرورية لتأمين نمو سليم لدماغه.