الصحة و الجمال

طنين الأذن وعلاج جديد عن طريق تحفيز خلايا اللسان

يعاني الملايين من الأشخاص من سماع أصوات مزعجة في آذانهم؛ ويعبرون عنها كأصوات وزيز أو صفير أو رنين، تعرف هذه الظاهرة باسم طنين الأذن. عندما تستمر هذه الظاهرة لفترة طويلة فإنها تشكل عبئا حقيقيا للمصابين بها حتى يمكن أن يصل الحال بهم  لاضطرابات النوم أو الاكتئاب.

الاكتئاب الربيعي المفاجئ عند بعض الناس ظاهرة طبيعية، تعرف معنا على أهم أسبابه..

يحدث هذا الطنين بسبب مشكلة بجهاز السمع الداخلي ولكن لسوء الحظ فشلت الدراسات بالتوصل إلى تفسير حقيقي لهذه الظاهرة.

كيف تتم عملية السمع؟

تلتقط القوقعة السمعية التي تحوي العضو الأساسي للسمع الاهتزازات الصوتية وتحولها لإشارات كهربائية يمكن نقلها إلى مركز السمع بالدماغ عبر العصب السمعي في الدماغ. يتم تفسير الأصوات وتجاهل الخلفية المزعجة وغير الهامة لحديث ما مثلا.

إذا حصل تشويش ما خلال عملية السمع هذه؛ لا تتفعل الخلايا الحسية السمعية بشكل صحيح أو تبالغ بالاستجابة كتعويض عن نقص السمع الحاصل وبالتالي قد يحدث الطنين.

الكورتيزون كعلاج طنين الأذن:

يعد الكورتيزون العلاج الشائع لهذه الحالة؛ كالطنين الذي يحدث بعد فقدان السمع الحاد. يتم إعطاء الكورتيزون بجرعة عالية على شكل أقراص أو حقن أو تسريب وريدي. حيث ينشط الكورتيزون الدورة الدموية ولكن مع هذا للكورتيزون آثار أخرى قد يؤثر من خلالها على الطنين كدوره في إزالة الاحتقان ومكافحة الالتهاب، حيث قد تؤثر كلها معا لتخفيف الطنين.

العلاجات غير الدوائية:

يحاول الأطباء استخدام العلاج المعرفي السلوكي  ويندرج تحت هذا العلاج تدريب المرضى على تجاهل صوت الطنين المزعج أو الغناء معه.

طبيب الأعصاب برتولد لانجوث، رئيس مركز ريغنسبورغ للطنين جرب العلاج عن طريق استخدام النبضات الكهربائية الخفيفة على الدماغ حيث استطاعت أن تخفف من الطنين المزعج. كما حاول الباحثون لسنوات تحفيز اللسان كهربائيا للسيطرة على الطنين.

يسبب نقص السمع في جعل الخلايا العصبية المعيبة أكثر حساسية. يوضح لانجوث: عندما لا يعود الجهاز السمعي ليستجيب لترددات معينة فإنه يعوض ذلك بالتفاعل بشكل أكبر ضمن هذه الترددات. بمعنى آخر يحاول الدماغ تعويض الأصوات المفقودة عن طريق خلق أصوات أخرى معيبة هي الطنين.

تحفيز خلايا عصبية باللسان للتخلص من الرنين:

بسبب وجود  أشكال مختلفة للطنين يتم تحديد النغمة الخاصة بكل مريض، توضع سماعات الأذنين للمريض ليسمع الطنين بنفس التردد الخاص بطنينه. في حين يتم تحفيز الخلايا العصبية باللسان بنبضات كهربائية خاصة حيث يتم استغلال المسارات العصبية التي تصل بين اللسان ومركز السمع بالدماغ.

يسبب هذا التحفيز الكهربائي استقرار الخلايا المسببة للطنين، يبدو هذا غريب قليلا لكنه فعال. حيث أثبت في دراسة أجريت على 326 شخصًا، تضاءل في مستويات الرنين المزعج في حوالي 80٪ من المشاركين الذين حفزوا الخلايا العصبية باللسان لمدة ساعة يومياً لفترة امتدت حتى 12 أسبوع.

حيث تمكن الأشخاص من النوم والتركيز بشكل أفضل مرة أخرى. وفي ثلاثة أرباع الأشخاص، كانت هذه النتائج الإيجابية لا تزال قائمة بعد عام من انتهاء العلاج.

أجهزة تحفير اللسان لعلاج طنين الأذن:

عانى بعض الأشخاص من تهيج في الغشاء المخاطي للفم بعد تحفير ألسنتهم. ولكن وفقًا للبروفيسور لانجوث، فإن الأشخاص المشاركين للاختبار كانو مستعدين لأن يكون التحفيز الكهربائي للسان مزعج بعض الشيء.

يقول طبيب الأعصاب: “لقد اندهشت من مدى قدرة المرضى على تحمل هذا العلاج ولكن بالطبع، من المهم أن يتم التحفيز بشدة مناسبة”.

قد يكون هذا العلاج هو الأمل لمرضى طنين الأذن. حيث أثبت فعاليته في تخفيف الطنين وحتى إنهائه ويتم العمل حاليا على تطوير أجهزة التحفيز الكهربائي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى