ضرب الحبيب ليس زبيب ! العنف ضد المرأة.. ورأي منظمة الصحة العالمية
في سياق الحديث عن العنف المنتشر في أنحاء العالم نختص في هذا المقال في الحديث عن العنف ضد المرأة في شكليه الجسدي والجنسي وسنتحدث عن إحصائياته وعوامل خطورته..
ما هو مفهوم العنف ضد المرأة حسب تعريف منظمة الأمم المتحدة؟
تعرفه المنظمة على أنه أي فعل عنيف يدفع إليه التعصب الجنسي من قبل الرجل.
ويترتب عليه، أو يرجح أن يترتب عليه، أذى أو معاناة للمرأة، سواء من الناحية الجسمية أو الجنسية أو النفسية.
ويشمل العنف أيضاً التهديد بتطبيق العنف عليها أو القسر أو الحرمان التعسفي من الحرية، سواء حدث ذلك في الحياة العامة كالعمل والتجمعات العائلية أو الخاصة كحرمانها مما يمس حريتها الشخصية ويعزز كيانها.
وبالتفصيل في تعريف أنواع العنف ضد المرأة:
تعرف المنظمة العنف الجنسي على أنه أي علاقة جنسية، أو محاولة للحصول على علاقة جنسية، أو أيّة تعليقات أو تمهيدات جنسية، أو أيّة أعمال ترمي إلى الاتجار بجنس الشخص يقترفها شخص آخر مهما كان نوع العلاقة القائمة بينهما وفي أيّ مكان. ويشمل العنف الجنسي الاغتصاب بالطبع سواء كان ممارس من قبل الشريك أو غيره.
ويعرف العنف الممارس من قبل الشريك على أنه السلوك المنتهج ضمن العلاقة ككل، يتسبب في حدوث ضرر جسدي أو جنسي أو نفسي، بما في ذلك الاعتداء الجسدي والعلاقات الجنسية القسرية والإيذاء النفسي وسلوكيات السيطرة.
الإحصائيات:
أفادت دراسة أجرتها منظمة الصحة العالمية عام 2005 شملت 10 بلدان من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل، بشأن النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 15 و49 عاماً:
ما تقارب نسبته 43% من النساء أبلغن عن تعرضهن لعنف جسدي أو جنسي مارسه ضدهن شريكهن.
أبلغت 7% من النساء عن تعرضهن لعنف جنسي مارسه ضدهن أشخاص غير شركائهن منذ سن الخامسة عشر.
كما تفيد الكثير من النساء بأن أول تجربة جنسية عرفنها لم تتم بموافقتهن.
وفي دراسة أكثر شمولية أجريت عام 2013 على البيانات الواردة من أكثر من 80 بلداً بينت النتائج أن حوالي 30% من إجمالي نساء العالم قد تعرضن للعنف الجسدي أو الجنسي على يد شركائهن. وحوالي 7% من نساء العالم تعرضن للاعتداء الجنسي على يد شخص آخر.
وإضافةً إلى ذلك، يوجد على الصعيد العالمي نسبة تصل إلى 38% من جرائم قتل النساء على يد شركائهن.
الرجال هم المسؤولون بالدرجة الأولى عن العنف الجسدي أو الجنسي الممارس ضد المرأة سواء كان من قبل شريكها أم لا.
عوامل الخطر للعنف الممارس ضد المرأة:
تتنوع العوامل بين عوامل مرتبطة بمقترفي العنف وعوامل مرتبطة بضحايا العنف، وهناك أيضاً بعض العوامل المرتبطة بكلا الفئتين.
تشتمل عوامل الخطر على:
- تدني مستوى التعليم
- تعاطي الكحول على نحو ضار
- السلوكيات التي تميل إلى تقبّل العنف وعدم المساواة بين الجنسين
- اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع
- مشاهدة حالات من العنف بين الأبوين
- الصعوبات المواجهة في التواصل بين الشركاء.
ويختص العنف الجنسي بعوامل الخطورة المشتملة على:
- المذاهب الداعية إلى تلبية استحقاقات الذكور الجنسية.
- ضعف العقوبات المفروضة على مقترفي العنف الجنسي.
- عدم إدراك الضحية لحقوقها ووعدم جرأتها على مواجهة المعتدي بها.
وهناك علاقة قوية بين تدني مركز المرأة مقارنة بمركز الرجل واللجوء المنهجي للعنف من أجل تسوية النزاعات، وبين العنف الممارس من قبل الشريك والعنف الجنسي الممارس من قبل أيّ شخص آخر.
الآثار الصحية:
يؤدي العنف الممارس من قبل الشريك المعاشر والعنف الجنسي إلى إصابة من يتعرّضون له وأطفالهم بمشاكل جسدية ونفسية وجنسية ومشاكل صحية إنجابية وخيمة على المديين القريب والبعيد، وإلى تكبّد تكاليف اجتماعية واقتصادية عالية. من آثاره:
- قد تصل آثاره إلى القتل أو الانتحار.
- حالات حمل غير مرغوب لها وزيادة نسبة انتشار الأمراض المنتقلة بالجنس.
- زيادة احتمالية حدوث الإجهاض أو انخفاض وزن الوليد عند الولادة.
- حدوث الإكتئاب واضطرابات النوم عند المرأة المعنفة.
- الإصابة بالصداع وآلام في الظهر والبطن واضطرابات في الألياف العضلية والجهاز الهضمي.
- زيادة احتمال التدخين وإدمان المخدرات والكحول وانتهاج سلوكيات جنسية خطرة.
عزيزتي:
إن صحتك النفسية والجسدية تهمنا.. فلا تترددي بالشكوى عن المعتدي في المراكز المختصة وبأقرب وقت ممكن.
إن العنف ضد المرأة من المشكلات الاجتماعية المنتشرة دون رقيب والتي نأمل أن تتخد الإجراءات اللازمة للتخلص منها.