الموسيقى تسبب القشعريرة وتأخدك معها إلى عالم حالم.. فكيف يحدث ذلك ؟
إن الموسيقى تسبب القشعريرة وتأخذنا معها إلى عالم حالم يزيد من تعلقنا بها واستمتاعنا بأنغام أغنياتنا المفضلة.
لكن هل يراودك الفضول عن سبب هذه القشعريرة وكيف تؤثر الموسيقى في عقولنا؟ إليك الإجابة.
لماذا يسبب الاستماع إلى الموسيقى القشعريرة؟
إن الرحلة الفيزيولوجية من المشاعر الغامرة التي تأخذنا إليها قائمة الاستماع المفضلة لدينا من الأغاني هي ما يزيد تعلقنا في الاستماع لأغنياتنا المفضلة.
يحدث أن تتسارع ضربات القلب وترتفع درجة حرارة جسمك كما يصبح المخيخ أكثر نشاطاً.
إن الدوبامين، وهو ناقل كيميائيٌ في الدماغ، يتدفق خلال الاتصالات العصبية في دماغك ليشعرك بتلك القشعريرة في جسدك.
حيث إن دماغ الإنسان يشتمل على مسار للثواب، يتفعل في حالات الرضى والثناء والسعادة، ومسارٌ للعقاب، يتفعل في الحالات المعاكسة لتلك.
إنها بالطبع تفعل باحات الثواب في الدماغ ما يؤدي إلى تدفق هذا الدوبامين في الدماغ مما يبعث شعوراً بالمكافأة والتحفيز والرضى.
إنها تؤثر على أدمغتنا بنفس الطريقة التي تؤثر بها ممارسة الجنس أو حتى تناول رقائق البطاطس أو كل ما نستلذ به.
كلما استمعت إلى تلك الأنغام التي أحببتها كلما زاد أثرها في نفسك في المرات القادمة. قد تشعر بالقشعريرة حتى قبل أن تبدأ، هذا هو أثر تراكمها في نفسك.
ماذا عن الموسيقى الحزينة؟
يقول عالم الأعصاب جاك بانكسيب أن استجابة الجسم بالقشعريرة عند سماعك الموسيقى تكون أكبر بكثير عند استماعك للحزينة منها.
وهذا صحيح بالطبع، إن الموسيقى الحزينة تثير القشعريرة في كثير من الأحيان أكثر من تلك السعيدة.
يعزى هذا إلى تطورنا من أسلافنا الذين كانت أدمغتهم تشعر بالبرد عند مرورهم بمحنة ما. قد تطورت الأدمغة ولا تزال هذه الاستجابة العاطفية قائمة!
لكن على عكس المتوقع، إن القشعريرة لا تحزن معظم الناس، بل تخلق تجربة إيجابية للغاية!
تظهر الأبحاث الحديثة أن الموسيقى الحزينة تثير في الواقع مشاعر إيجابية. فالحزن الذي يولده الفن أكثر إيجابية من المتوقع!
هل تختص القشعريرة بنوع واحد منها؟
بالطبع لا. قد تشعر بالقشعريرة عند سماعك أي نوع منها، موزارت أو بيتهوفن، موسيقى التانجو أو التكنو.
إن القشعريرة تهتم بتوزيع تلك الموسيقى، وتتعلق بعنصر المفاجأة فيها، وبتوقع ذلك العنصر في المرة القادمة.
غالباً تحدث هذه القشعريرة عند حدوث أمر غير متوقع، كأن يُعزَفَ على آلة جديدة فجأة، أن يخفت الصوت فجأة، أو تتحول النغمة إلى نمط آخر من الموسيقى. الأمر كله يتعلق بعنصر المفاجأة!
أما في وقت لاحق، فإن توقعك لما أثار وقع المفاجأة في نفسك المرة القادمة، وتحقق توقعك هذا، يحفز دماغك بشكل كبير.
هذا يعود إلى لعبة التخمين التي تحفز الدوبامين والتي يحب دماغنا لعبها.
وهذا يفسر كون 90% من الموسيقيين يشعرون بهذه القشعريرة.
كما أن شخصيتك مهمة أيضاً، حيث وجد علماء في جامعة نورث كارولينا أن الأشخاص الأكثر انفتاحاً على التجارب الجديدة هم أكثر عرضة للشعور بالقشعريرة.
لا نستطيع إلا أن نكون ممتنين لما تبعثه فينا الموسيقى من دفء وحب، تعيد لنا ذكرياتنا وتأخدنا معها في رحلة لا تنتهي بانتهاء تلك الأغنية.
وبما أن الموسيقى تسبب القشعريرة وتساعدنا على الاسترخاء، إليك المزيد عن أساليب تساعدك على الاسترخاء والحصول على حياة أكثر هدوءاً