يتطور السمع لدى الطفل قبل الولادة بأسابيع كغيره من الحواس -الشم والذوق والبصر واللمس-.
هذا يعني أنه في حين أن البالغين غير قادرين على تذكر الرحم بشكل صريح. فقد اختبرنا بالتأكيد أصوات ومشاهد الأسابيع الأخيرة كجنين.
وتشير الأبحاث الحديثة إلى أنه عندما يبدأ الأطفال بالسمع في الرحم، فإنهم يتذكرون أيضاً ما سمعوه. مما يشير إلى أن الأطفال في الرحم يتعلمون مما يسمعونه.
لذلك، يتمتع الآباء ببعض الفرص الرائعة للتواصل مع أطفالهم أثناء الحمل من خلال التحدث إليهم في الرحم.
تطور السمع لدى الطفل قبل الولادة، ومتى يستطيع الطفل أن يسمع داخل الرحم؟
تبدأ أجزاء الأذن الداخلية في التطور في حوالي الأسبوع العاشر من الحمل، لكن القدرة على السمع لا تحدث حتى يتم توصيل الأذن الداخلية بالدماغ.
إن تطور القدرة على السمع لدى الأجنة يمكن اختبارها من خلال التفاعل مع الاهتزازات الصوتية في وقت مبكر يصل إلى 14 أسبوعاً.
ومع ذلك، وجدت واحدة من أكثر الدراسات التي تم الاستشهاد بها حول سمع الجنين. والتي نُشرت في عام 1994 من قبل باحثين في جامعة كوينز في بلفاست، أن الأطفال يبدأون في السمع في الرحم في حوالي الأسبوع 19 من الحمل.
على وجه التحديد، يُظهر الأطفال في الرحم استجابة للأصوات في نطاق 500 هرتز، وهو قريب من الحد الأدنى لما يمكن أن يسمعه البالغون.
مع تطور بنية الأذن، يزداد النطاق الصوتي يتطور السمع لدى الطفل قبل الولادة وبحلول 33 أسبوع حملي. يظهر الأطفال استجابة للترددات بين 250 و 3000 هرتز.
يطور الجنين الوظيفة المعرفية والإدراك السمعي:
ولكن في حديث أكثر دقة، فإن السمع لا يماثل الاستماع.
السمع سلبي، بينما الاستماع نشط ومتفاعل.
قد يكون الجنين قادراً على سماع العالم الخارجي بعد 18 أسبوعاً من الحمل ولكن هذا لا يعني أنه واعٍ لما يسمع!.
يبدو أن هذه القدرة على الانتباه والاستجابة وحتى تذكر الأصوات تتزايد في الثلث الثالث من الحمل.
اختبرت دراسة عام 2012، مرة أخرى من قبل خبراء سمع الجنين في جامعة بلفاست، ما إذا كان الجنين يمكنه تذكر الأصوات التي سمعها في الرحم.
التقطت الدراسة سلوك الجنين في مجموعتين من الأمهات الحوامل. واحدة كانت تشاهد برنامجاً تلفزيونياً بريطانياً شهيراً يومياً، ومجموعة أخرى لم تشاهد البرنامج على الإطلاق.
وجد الباحثون أن الجنين الذي سبق أن استمع للأغنية المميزة للبرنامج سيزيد من حركاته عندما يتم تشغيل الأغنية الرئيسية له في وقت لاحق من الحمل.
بينما لم تبدِ الأجنة التي لم تستمع للأغنية أي تغييرات.
بعد يومين إلى أربعة أيام من الولادة، عزفت الأغنية للأطفال حديثي الولادة مرة أخرى. أظهر أولئك الذين تعرضوا للأغنية في الرحم ردة فعل، بينما لم تظهر أي علامات على من لم يتعرضوا للأغنية.
يشير التعرف على الأغنية إلى ذاكرة فاعلة وإدراك سمعي في المراحل المتأخرة من الحمل.
لكن هذا لا يعني أن الرضيع يدرك ما يسمعه.
ومع ذلك، فإن دراسة نُشرت في عام 2017 تقربنا من الحصول على أدلة على إدراك الجنين السمعي والمعرفي.
خلص باحثون هولنديون بعد دراسة أجروها على مجموعة من الأطفال الهولنديين بعد أن تم تبنيهم من قبل كوريا في حين كانوا لا يزالون في الرحم إلى أن الفهم الأساسي للغة يتطور في الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل. مما يهيئ الجنين للتعرف على اللغة التي يولد في المجتمع الناطق بها.
علاوة على ذلك، يظل الدماغ مهيأً لتعلم تلك اللغة حتى بعد سنوات من الولادة.
ماذا تقول لطفلك وهو لا يزال في الرحم؟
تشير الدراسات إلى أن الاستماع أمر بالغ الأهمية للأطفال قبل ولادتهم.
هذا لا يعني أنك ستحولهم إلى عباقرة من خلال قراءة شكسبير على بطن زوجتك الحامل.
ومع ذلك، فهذا يعني أنه يجب على الوالدين التحدث إلى طفلهما أثناء وجوده في الرحم. سيتذكر الأطفال الأصوات والإيقاعات التي يسمعونها.
ليس لدى الأطفال خيار سوى سماع أصوات أمهاتهم، فإن الصوت يبقى معهم أينما ذهبوا. لكن هذا ليس صحيحاً بالضرورة بالنسبة للآباء.
لذلك من أجل تدوين صوت الأب في ذاكرة الجنين، يجب على الآباء قضاء بعض الوقت في التحدث إلى أطفالهم الذين لم يولدوا بعد.
قد يشمل ذلك قراءة القصص أو إخبارهم عن يومك أو مجرد التفكير بصوت عالٍ، لاستغلال هذا الأمر، يمكن للآباء بدء طقوس وقت القصة في وقت النوم.
هناك فرصة جيدة أنه بمجرد وصولهم إلى العالم، فإن سماع صوت الأب وهو يقرأ نفس القصة سيجعل المولود الجديد يشعر بالاسترخاء والهدوء، مما قد يؤدي إلى أوقات نوم أفضل في المستقبل.
