تأثيرات الفقر على نمو أدمغة الأطفال.. هل من الممكن أن تكون خطيرة ؟
الفقر وتأثيره على الأطفال
كشفت دراسة غير مسبوقة في بنغلاديش أن لسوء التغذية وسوء الصرف الصحي تأثيرات على النمو الطبيعي للأطفال الذين هم دائمًا الضحية الأكثر تأثراً بنتائج الفقر والجوع.
فلنتعرف على أحدث الدراسات حول هذا الموضوع.
ما تأثير المكملات الغذائية على الفئات المختلفة؟
في أواخر ستينات القرن العشرين وزع فريق من الباحثين مكملاً غذائياً على أطفال في إحدى المناطق الريفية في غواتيمالا.
وذلك لإثبات المفهوم القائل أن توفير الحاجة اليومية من البروتين للجسم من شأنه أن يمنع حدوث نقصاً في النمو. وإذا كان سيقاوم تأثيرات الفقر على الدماغ.
وبالفعل فقد ازداد طول الأطفال الذين تناولوا المكملات الغذائية من (١-٢) سنتمتر مقارنة مع أطفال آخرين بنفس العمر لم يحصلوا على المكمل الغذائي.
بالإضافة إلى أن هؤلاء الأطفال الذين تلقوا الغذاء المكمل تميزوا في اختبارات القراءة والمعرفة في مرحلة المراهقة.
وعندما أكمل الباحثون دراستهم في أوائل القرن الحالي وجدوا أن النساء اللاتي تلقين المكمل الغذائي في السنوات الثلاث الأولى من حياتهن كان تحصيلهن الدراسي أفضل وكذلك الرجال كان دخلهم أعلى.
يقول الباحث المتخصص في مجال تغذية الطفل رينالدو ماتوريل: “لو لم تتم متابعة هذه الدراسة لنسيت وأهملت”.
ارتباط سوء التغذية بقصر القامة ونقص النمو:
ومنذ أبحاث غواتيمالا تتالت الدراسات في العالم وتوصلت الى أن قصر القامة هو نتيجة لأمراض سوء التغذية وأمراض الإسهال.
ولكن ليس كل نقص نمو، والذي يعاني منه حوالي ١٦٠ مليون طفل حول العالم، هو نتيجة لأمراض سوء التغذية. إنما قد يكون للإهمال العاطفي والأمراض المعدية وأسباب أخرى دوراً في نقص النمو.
وقد أجرت الباحثة شهرية حافظ كاكون تصويراً بالرنين المغناطيسي لأدمغة أطفال تتراوح أعمارهم بين شهرين وثلاثة أشهر فوجدوا مناطق في الدماغ أصغر عند الأطفال ناقصي النمو مقارنة بالآخرين.
وفي عام ٢٠٠٦ أجرت منظمة الصحة العالمية دراسات مكثفة حول أطوال وأوزان الأطفال بين الولادة والسنة الخامسة من العمر وكانت نتيجتها أن الأطفال الأصحاء هم الذين يتلقون تغذية جيدة.
وقد وضعت منظمة الصحة معايير دقيقة لتوقف النمو مرتبطة بالطول بعمر معين.
فمثلا في عمر الستة أشهر تعتبر الفتاة مصابة بالقزامة اذا كان طولها ٦١ سم.
هذه المعايير أدت الى زيادة الوعي بمفهوم التقزم أو نقص النمو وتأثيرات الفقر على الدماغ.
وقد تعهدت منظمة الصحة العالمية بخفض عدد الأطفال الذين يعانون من نقص النمو دون سن الخمس سنوات بنسبة ٤٠ بالمئة بحلول عام ٢٠٢٥.
اعتمدت العديد من الدراسات حول نمو الدماغ على اختبارات الذاكرة والنطق والوظائف الإدراكية وهي غير مناسبة للصغار جداً.
يقول مايكل جورجييف (طبيب أطفال وطبيب نفس الأطفال في جامعة مينيسوتا):
“لا يمتلك الأطفال الكثير من الذخيرة السلوكية، وإذا انتظر الآباء والأطباء حتى يذهب الأطفال للمدرسة لملاحظة الاختلاف فقد يكون فات الأوان ومن الصعب التدخل”
دور الإهمال العاطفي في تأخر تطور أدمغة الأطفال:
في السنوات الأخيرة أصبحت الدراسات مهتمة بتتبع نمو أدمغة الأطفال الصغار الذين يعانون من الإهمال العاطفي في دور الأيتام.
حيث تمت الدراسة في دور الأيتام الرومانية القاسية. فعلى الرغم من إطعامهم وإيوائهم لم يكن لدى الأطفال تقريبا أي تحفيز أو اتصال اجتماعي.
كما عانى هؤلاء الأطفال من مشاكل في الإدراك على المدى الطويل.
كذلك وأظهر تصوير الرنين المغناطيسي لديهم أنه بحلول سن الثامنة كان لديهم مناطق أصغر من المادة الرمادية والبيضاء مقارنة بالأطفال الذين نشؤوا في أسرة طبيعية.
وقد نجا بعض الأطفال الذين انتقلوا من دور الايتام الى دور رعاية الصغار من بعض المشكلات.
وفي النهاية من المهم معرفة أن التغذية الجيدة وتحسين الصرف الصحي يقلل من التهابات الجهاز الهضمي.
والاهتمام بالصحة الجسدية والنفسية للأمهات ينعكس على تغذية الطفل والرعاية وبالتالي يكون نموه سليماً.
اقرأ المزيد عن تغذية الطفل:
تغذية الطفل في العامين الأولين تحدد النمو السليم للدماغ
وكذلك اقرأ :تغذية طفلك بعمر الستة أشهر و ما هي الاطعمة التي يمكنك تقديمها له
ولتجديد معلوماتك عن أهمية الإرضاع الوالدي اقرأ: تغذية الرضيع ، فرصة لتقوية علاقة الأم بمولودها ، وأسرار لا تعرفيها حول الإرضاع الذاتي