الصحة و الجمالمواضيع عامة

أهم النصائح والحلول للتغلب على اضطراب القلق

هل شعرتَ يوماً أنك عاجز عن فهم شريكك أو صديقك المصاب بالقلق؟

ألا يقولون أن الحب هو أن تشعر بالأمان وكأنك في المنزل! فكيف إذا أصبح هذا المنزل حلبة صراع بين شخص يصرخ وشريك منطوٍ على نفسه خائف ولا يريد التحدث وكأن رعب العالم يقبع في فمه فلا يريد فتحه!

إن اضطراب القلق هو أحد أسباب الطلاق خاصة في العصر الحديث. سنعالج في هذه المقالة اضطراب القلق ونقدم مجموعة من الحلول والنصائح للتغلب عليه. إذا كان شريكك مصاب باضطراب القلق فهذا المقال دليلك سيساعدك ويرشدك كيف تتعامل معه، وإذا كنت أنت من يشعر بالقلق وتحاول البحث عن طريقة لفهم نفسك، فلا تخف نحن معك ونفهمك. ما رأيك أن تُلقي نظرة على هذا المقال وترى فيما إذا كان قد يساعدك على فهم نفسك أكثر ويمكنك أيضاً التواصل مع أشخاص مختصين في منصتنا لمساعدتك.

فيما يلي سنستعرض عليك قائمة بأهم النصائح والحلول للتغلب على اضطراب القلق:

إذا كنت تحاول طمأنة شخص يشعر بالقلق فاحرص على أن تسمعه وتراعي شعوره وحاول أن تتبع مايلي:

  • اجعله يشعر بالأمان وشتت انتباهه بعيداً عما يقلقه وعزّز شعوره بلحظة الحاضر.
  • عليك ألا تقول لشخص قلق أن يتوقف عن القلق أو أنه غير عاقل.
  • تجنب مناداة الشخص القلق بألفاظ مثل “أنت مجنون” أو “أنت غير عاقل” أو “أنت شخص متوتر”.

بينما من الطبيعي أن يصاب معظم الناس بالقلق من فترة لأخرى، فإن بعضهم الآخر مُصاب بـ اضطرابات قلق بنسب مُتفاوتة. بكل الأحوال، يمكن لاضطراب القلق أن يؤثر على قدرتهم على مواصلة نشاطاتهم اليومية لفترة طويلة من الزمن.

تقول الطبيبة النفسية سابرينا رامانوف أن اضطراب القلق مشكلة حقيقية إذ أنه يؤدي إلى صعوبة بالتفكير بشكل واضح وصعوبة بالتعبير عن الحزن الكامن في النفس بطرق مؤثرة، وكذلك صعوبة في إيجاد الحلول. وفي بعض الأحيان للأسف يقوم الناس بالرغم من نواياهم الحسنة بجعل الحالة مستعصية أكثر وسيئة وذلك بقولهم لأشياء خاطئة.

فكما يقول الدكتور جيفري كوهين البروفيسور المساعد في كلية الطب النفسي بجامعة كولومبيا: ” أن تقول لشخص قلق أن يهدأ أو أن يتوقف عن كونه متوتراً قد يجعل الحالة أسوأ وأسوأ، وكأنك تقول لشخص أن يقف تحت المطر. بدلاً من ذلك، من الأفضل أن تدعمه عن طريق الاستماع الفعال،أي أن تسمع لتفهم وتُصادق على ما يقوله وليس التنظير عليه”.

إذاً ما الذي يجب أن لا تقوله لشخص يشعر باضطراب القلق؟

“توقف عن القلق”

تقول د. رامانوف أن هذا الجواب غير مفيد على الإطلاق، حيث أنه يوحي أن الشخص الذي يعاني من القلق قد اختار هذه المعاناة. إذ أن الجواب يلقي اللوم على الشخص القلق وكأنه يمكنه بكل حرية التوقف عن القلق متى شاء كأنه زر ضوء يطفئه ويشغله بكل هدوء! الأمر ليس بهذه البساطة. وبالإضافة إلى ذلك تكون بهذه الجملة قد نسفت كل سبل التواصل مع الشخص القلق وأصبحت ضده وضد قلقه بدلاً من أن تكون معه ضد قلقه. عليك أن تجلس معه وتحاوره عن أسباب قلقه وتحاولان معاً إيجاد الحلول المناسبة.

“أنت شخص قلق”

لا أحد يريد أن يتم تصنيفه تبعاً لشيء يسبب له الألم والضغط.، لأنك بذلك تحدد مفهوماً وتعريفاً لشخصيته لن يستطيع التخلص منه بسهولة. 

“لماذا قد يقلقك شيء كهذا” أي بمعنى آخر  “ما أسخفك! “

هذا يعني أن الشيء الذي يُقلق الشخص الذي يعاني من القلق ليس ذو أهمية وقلقه غير مبرر له. وبهذا أنت تقوم بمحاربة الشخص القلق نفسه ليس قلقه!

عزيزي القارئ القلق ليس خياراً شخصياً، فقد يكون سببه وراثياً، أو آثار طفولة معذبة، أو حتى مشاكل صحية حقيقية.

“لا تفكر بالموضوع الذي يقلقك”

وكأن الحل بهذه السهولة. الإنسان القلق يعرف تماماً أسهل طريقة لحل مشكلته ولكن يشعر أنه غير قادر على حلها، فالأمر يتطلب الكثير من المخاطرة من قِبل الإنسان القلق ليجازف ويسلّم مكنونات قلبه وعقله لشخص آخر. وفي نهاية المطاف قد يتوقف الإنسان القلق عن القدوم إليك.

كيف تتحدث إلى شخص يشعر باضطراب القلق؟

  • اجعله يشعر بالأمان

قل له مثلاً: ” لا شيء يستطيع أذيتك” أو “أنا معك، سأبقى بجانبك بكل حالاتك”.

  • تحدث معه من خلال التصوير

مثلاً حاول تذكيره بأكثر يوم سعيد له أو بذكرى جميلة لكما أو كيف تجاوز يوم صعب جداً ظنّ أنه لن يتجاوزه أبداً.

  • استخدم الإدراك الفكريّ

حاول مساعدته وجذب انتباهه بهذه اللحظة لهذا المكان. قل له مثلا “نحن هنا فقط لوحدنا (حاول أن تمسك يده اليسرى وتمسيدها، لا تفكر بلمس وجهه حتى يهدأ)، لا شيء يمكن أن يدخل ويعكر صفونا”.

تقول د. داراموس أنه يمكنك أن تختار شيئاً من الغرفة مثلاً حيوان أليف، لوحة أو قطعة شوكولا وجعله يشعر بها بكل حواسه (لمسها، شم رائحتها، التمعن بها، تذوقها في حال اخترت الشوكولا، سماع صوتها في حال اخترت أن تضع موسيقا هادئة). في حال كان شريكك، فقط ضع رأسك بين يديه أو في حضنه وأعطه فترة من الوقت كي يشعر أنه لا داعي للخوف منك، ومن ثم أطلب منه وصف شعوره تجاه الشيء الذي اخترته.

  • ضع الأمور في نصابها

فمثلاً يوصي د. داراموس بسؤال الشخص القلق: “كم حجم المشكلة الآن ضمن تقييم من واحد لعشرة ؟ فإذا كان التقييم واحد فعليك أن تنساها خلال دقيقة أما إذا كان عشرة فيمكنك أن تقول : حسناً تبدو هذه مشكلة كبيرة الآن، ما هو الجانب الصغير الذي نستطيع حله الآن منها ولاحقاً سنقوم بالتفكير ببقية الجوانب”.

الأمر يحتاج إلى القليل من الصبر والوقت، تخيل حجم الخراب الذي من الممكن أن تفعله نملة ببناء ضخم، إذا قررت أن يكون بيتها ثقب صغير تحته مملكة نمل بأحد عواميد البناء!

من المهم جداً أن تكون قادراً على التمييز بين شخص يشعر بالقلق وشخص يعاني من نوبة هلع. حيث أن نوبة الهلع هي حالة قلق حادة تترافق مع أعراض جسدية مثل زيادة خفقان القلب، تعرق، رجفان، تعب، ألم في الصدر وما إلى ذلك، ولمعرفة المزيد عن علاجها من هنا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى