WHO تحل اللغز بإعادة البحث فيما إذا كان أصل فايروس كورونا من الخفافيش أم غير ذلك !
ما أصل فايروس كورونا؟
لقد أصبح شائعا أن أصل فايروس كورونا من الخفافيش منذ أوائل انتشار الوباء في العالم.
لكن وبالحديث بدقة عن أصل الفايروس، لم يكن من الممكن للعلماء البحث والتحري عن حقيقة أصله في تلك الفترة. نظراً للانتشار السريع للوباء وخطورته على حياة الإنسان.
منظمة الصحة العالمية ترسل فريق بحث علمي لإعادة البحث في أصل فايروس كورونا
قامت منظمة الأمم المتحدة بتنظيم بعثة دولية وصينية مشتركة لإعادة البحث في أصل فايروس كورونا.
هدفت هذه البعثة إلى التحقق ما إذا كان أصل فايروس كورونا من الخفافيش. واعتمدت عدة خطوط بحث تبنت هذه الفكرة كأساس لها.
خلصت هذه الدراسة إلى أن الطريق المحتمل لانتقال فايروس كورونا من الخفافيش كان عن طريق حيوان وسيط قد يكون من الحياة البرية وليس بالضرورة من المختبر.
لكن بالطبع هناك من عارض هذه الفكرة. وطرح فكرة كون حادثة مخبرية قد حدثت في إحدى مخابر ووهان هي ما أدت إلى انتشار هذا الفايروس.
لقد تم تنظيم فريق بحث من الأطباء كانت كل اجتماعاتهم عبر الانترنت بالطبع في ظل الوباء. مع عدم تمكنهم من الوصول إلى بعضهم البعض. وكذلك، لم يتمكنوا من الوصول إلى السجلات والعينات البيولوجية التي يحتاجونها لإتمام بحثهم.
قد يبقى هذا البحث ضمن نطاق منظمة الصحة العالمية وقد يشمل غيرها من المنظمات. كما أنه قد يشارك في هذا البحث خبراء في الأمن البيولوجي أيضاً.
قال جيمي ميتزل، وهو مؤلف وزميل قديم في المجلس الأطلسي، وهو مركز أبحاث للسياسة الدولية وموقع على رسالة العلماء:
“إن الدعوات المتجددة لإجراء تحقيق أكثر شمولاً تعكس الحاجة إلى مزيد من المراقبة والقيود المفروضة على الفيروسات التي يمكن دراستها في المعامل حول العالم.”
حيث أفاد التقرير الذي صدر الأسبوع الماضي من هذا الفريق البحثي عدم احتمالية تسرب فايروس كورونا من أحد مختبرات ووهان. لكن طالب رئيس المنظمة بإعادة البحث في هذه القضية بطريقة أكثر دقة ونزاهة.
حيث قال رئيس منظمة الصحة العالمية، الدكتور تيدروس أدهانوم غيبريسوس، في وقت لاحق:
“إن دراسة البعثة لإمكانية حدوث تسرب في المختبر لم تكن شاملة بدرجة كافية”.
وتابع قائلاً: “على الرغم من أن الفريق قد خلص إلى أن التسرب في المختبر هو الفرضية الأقل احتمالاً، إلا أن هذا يتطلب مزيداً من التحقيق. مع احتمال وجود مهام إضافية تشمل خبراء متخصصين، وأنا على استعداد لنشرها”.
قد تخفي الصين، وبطريقة لا تعرضها للمساءلة الدولية، حقيقة تسرب فايروس كورونا من المختبر!
إن الحقائق التي بني عليها التقرير والتي أوضحت عدم احتمالية انتشار فايروس كورونا بسبب خطأ مخبري قد لا تكون صادقة حتماً.
إذ أنه وفي نظام عمل هذا الفريق كان يستدعي أي تقرير يصدر عن العلماء موافقة كلّ من العلماء الدوليين والصينيين على حد سواء.
وهناك شكوك في كون العلماء الصينيين يتبعون في آرائهم وأقوالهم إلى رأي الحكومة الصينية ونفيها لتسرب الفايروس من أحد المختبرات.
وهذا لأن المختبرات الصينية أصبحت معروفة بإجرائها تجارب على الخفافيش والفيروسات التي تصيبها.
كما أنه من المعروف أن العلماء الصينيين يكذبون بشأن التجارب التي يجرونها.
ما رأي المدافعون عن الادعاءات؟
دافع تشي تشانغ لي Shi Zhengli مدير معهد ووهان لعلم الفيروسات وغير من العلماء الصينيين ضد ذلك الادعاء بقولهم: إن فايروس SARS-CoV-2 لم يكن موجوداً في أي من المختبرات الصينية. وكذلك فايروس كورونا، الذي ينتمي لعائلة الـ SARS، أو أي فايروس آخر يشبهه لم يكن موجوداً في مختبرات ووهان.
وكدعم لهذه الفكرة، قال الدكتور دانيال لوسي، خبير الأمراض المعدية في جامعة جورج تاون:
“على أساس الجينات الوراثية للفيروس والعديد من السوابق الثابتة لانتشار المرض من الحيوانات إلى البشر أعتقد أن الفيروس نشأ في الطبيعة”.
لكنه قال يعتقد أيضًا أنه ربما كان موجوداً في مختبر في ووهان وهرب لبدء الوباء، ربما بسبب إصابة شخص ما عن طريق الخطأ.
وقال فيما يتعلق بمسألة الأصول الفيروسية: “أنا لست مقتنعاً حقاً أنه جاء من المختبر، لكن لا يوجد تحقيق كافٍ.” وأضاف كذلك: “إن ما تريده الصين هو التشكيك في أن الفيروس بدأ في الصين”.
ونوه إلى إن التقرير يشير أن من المحتمل أن يكون الفيروس نشأ في دول أخرى في جنوب شرق آسيا، وربما حتى أوروبا.
وبالعودة إلى الرأي الأول، قال جيسي بلوم، عالم الأحياء التطوري في مركز فريد هاتشينسون لأبحاث السرطان في سياتل، والذي لم يوقع على أي من الخطابين المهمين، إنه لم ير دليلاً في التقرير يرفض الدور المحتمل للمختبر في إنشاء الفايروس وانتشاره.
حيث قال الدكتور بلوم: “أعتقد أن الأصول الطبيعية للوباء معقولة تماماً”.
لكنه أضاف أنه يتفق مع الدكتور تيدروس في أن تقييم حادث المختبر لم يكن شاملاً بما يكفي ويتطلب مزيداً من التحقيق.
احتمالية كون أصل فايروس كورونا من الخفافيش ومزيد من الأبحاث حول ذلك!
لا يمكن اعتبار نتائج هذا التقرير حتمية وحاسمة، إذ أنه طرح المزيد من التساؤلات أكثر من قيامه بتقديم الإجابات.
ولذلك يعد التقرير بمزيد من الدراسات المستقبلية لتكون أكثر شمولية وتسعى لوصولها إلى المزيد من البيانات والعينات المخفية.
وكذلك يسعى العلماء إلى دراسة إمكانية انتقال الفايروس من المنتجات الحيوانية أو كون نظرية الحيوان الوسيط صحيحة حقاً.
قال بيتر داسزاك رئيس شركة EcoHealth Alliance: “إن النتائج حتى الآن أشارت إلى مزارع الحيوانات البرية. باعتبارها أكثر الأماكن احتمالية للانتشار من الحيوانات إلى البشر.”
“هناك العديد من هذه المزارع في الصين وجنوب شرق آسيا، والحيوانات الموجودة فيها، مثل الراكون والزباد، على اتصال مع كل من الخفافيش والناس.”
لكن لم تسفر آلاف الاختبارات التي أجريت على الحيوانات ومنتجاتها المختلفة، بما في ذلك المأكولات البحرية، عن أي دليل على وجود فايروس SARS-Cov-2.
ومن بين الحيوانات المختلفة التي أجري عليها الاختبار، أثبت سهولة انتقال فايروس كورونا لكل من المنك والقطط.
وكذلك تم إثبات سهولة انتقال الفايروس من حيوان المنك إلى البشر، لكن لم يثبت ذلك فيما يتعلق بالقطط.
تشتهر الصين بتربية حيوان المنك وبتداول منتجاته إلا أنها لم تبلغ عن أي إصابة في مزارعها.
كما أنه ولتحديد موعد ظهور أول إصابة بالفايروس بدقة، تمت الاستعانة بعينات من بنك الدم تم الاحتفاظ بها من تلك الفترة الزمنية، ويتم البحث فيها عن أضداد فايروس كورونا.
قد يساعد هذا البحث في عينات الدم على تحديد وقت ظهور الفايروس وتحديد سبب وموقع ظهوره كذلك.
كما أن الدكتورة كوبماز التي تقود هذا البحث تأمل أن يمتد أيضاً إلى مناطق أخرى خارج الصين.
حيث قالت: “تصميم دراستي المثالي هو أن تشمل مناطق في إيطاليا وفرنسا حيث كانت هناك مؤشرات محتملة لوجود الفيروس قبل ديسمبر”.
فريق بحثي جديد قد يحمل نتائج جديدة:
في ظل تعالي أصوات النقاد لفكرة كون فايروس كورونا قد انتقل بشكل طبيعي من الخفافيش.
ومع التشكيك في مصداقية التقرير الأخير الذي يدعي ضعف احتمالية كون أصل انتشار فايروس كورونا كان بسبب خطأ مخبري. ستقوم منظمة الصحة العالمية بتشكيل فريق بحثي جديد يشمل أخصائيين في الأمن البيولوجي.
كما هنالك المزيد من الدعوات لمنح الفريق البحثي الجديد صلاحية الوصول إلى كل ما يحتاجه من عينات وبيانات في مختبرات ووهان.