مواضيع عامة

لماذا أصوات الثدييات تساعد على تعزيز إدراك الطفل.. بينما أصوات الطيور لا تفعل ذلك ؟

استجابات الطفل للمنبهات الصوتية المختلفة

يختبر الباحثون إذا كانت أصوات الثدييات تساعد على تعزيز إدراك الطفل، وكذلك يبحثون في نوع الأصوات التي تساعد في بناء وعيه للأشياء من حوله، فليست كل الأصوات تساهم في ذلك.

في مقالنا هذا سنقدم معلومات مثيرة للاهتمام تخص استجابات الطفل للمنبهات الصوتية المختلفة:

الإشارات الصوتية في الكلام تعزز القدرات المعرفية لدى الرضع

إن اللغة وتطور إدراكنا لها هو حكر على الجنس البشري دون غيره. وهي ما ميزنا ومكننا من تسجيل خبراتنا وبالتالي أدت إلى تطور ما نحن فيه من حضارة.

تقول ساندرا واكسمان العالمة التنموية في جامعة نورثويسترين والناشرة لورقة بحثية على PLOS ONE: “من خلال تتبع الرابط بين اللغة والإدراك وكيف يتم بناؤه بتجارب الأطفال مع الأشياء في العالم، يمكننا أن نرى ما هي مكونات هذه القدرة البشرية المثالية لتجاوز العقبات الماضية والقادمة”.

وتكمل قائلةً: “دراسة مدى اتساع الرابط بين اللغة والإدراك يساعدنا في الإجابة على بعض الأسئلة عن إرثنا التطوري”.

لكن لا يتعلق تطور إدراك الطفل للأصوات بمعنى الكلمات المسموعة. إنما بمعنى الإشارة الصوتية وما ترمز إليه دون إدراكه لمعنى الكلمة في حد ذاتها.

وبهذا تساعد الإشارات الصوتية، وبالطبع ليس اللغة، الطفل على تصنيف الأشياء من حوله تبعاً للقواسم المشتركة بين هذه الأشياء من خلال تعزيز ذاكرته السمعية باستخدام هذه الأصوات.

وبشكل مثير للاستغراب، يستجيب الأطفال إلى جميع أصوات الحيوانات. بالإضافة إلى الإشارات الصوتية الصادرة عن البشر لكن لا يستجيبون لأصوات الطيور.

يستجيب الطفل لأصوات قردة الليمور بشكل عجيب، دون أصوات الطيور

بينت الدراسة التي أجرتها واكسمان وفريقها حول استجابة الأطفال لأصوات الحيوانات أي خارج النطاق البشري أن الأطفال لا يستجيبون إلى جميع أصوات الحيوانات على حد سواء!

حيث بينت الدراسة أن النغمات الموسيقية والأصوات البدئية التي لا تشير إلى شيء ما لا تعزز قدرة الطفل على تصنيف الأشياء من حوله.

في حين أن الاستماع إلى أصوات الرئيسيات غير البشرية وعلى وجه التحديد الليمور. يعزز قدرات الطفل الإدراكية وبالتالي قدرته على تصنيف الأشياء.

حيث تقول واكسمان: “لقد هز اكتشاف الليمور عالمي الصغير. لأنه أظهر أن استجابة الأطفال للأصوات أوسع من الإشارات البشرية وحدها”.

لقد أخبرتنا هذه النتائج أن هنالك شيئاً فطرياً لدى الأطفال يجعلهم يختارون الإشارات التي ستكون لها تأثيرات إيجابية في دعم إدراكهم”.


اضطراب طيف التوحد.. ما أعراضه المختلفة وكيف يتم العلاج بوقت مبكر؟


وانتقالاً من اختبار تأثير أصوات الثدييات على إدراك الأطفال، تم الاتجاه إلى اختبار تأثير الأنواع الأخرى غير الثديية على ذاكرة الأطفال وقدرتهم على تصنيف الأشياء.

ولتحقيق هذه الدراسة تم اختيار طيور الحمار الوحشي لإخضاع أصواتها للاختبار.

وذلك لأن أصواتها هي الأقرب من حيث طول الموجة الصوتية والتردد إلى أصوات الرئيسيات.

دراسة تأثير صوت عصافير الحمار الوحشي على الإدراك المعرفي لأكثر من 20 طفلاً

تم اختيار 23 طفلاً تتراوح أعمارهم بين ثلاثة إلى أربعة أشهر لاستكمال الدراسة.

وقد تم عرض ثماني صور عليهم تمثل إحدى الفئتين، أسماك أو ديناصورات. وتم تشغيل في نفس الوقت ألحان زقزقة عصافير.

ثم إيقاف الألحان وعرض عليهم صورتين إحداهما تنتمي للمجموعة التي عرضت مع زقزقة الطيور والأخرى صورة جديدة مختلفة عن سابقاتها.

لقد راقب العلماء نظرات الأطفال لمعرفة ما إذا كانوا سيتعرفون أسرع على الصورة التي عرضت مع زقزقة العصافير أولاً.

لكن لم يلاحظ الباحثين أي اختلاف في مدة نظر الأطفال بين الصورة الجديدة والصورة المألوفة. وبالتالي لم يتعرف الأطفال على الصورة التي عرضت مع ألحان الطيور بشكل أسرع.

واستنتجوا من ذلك أن أصوات الطيور لا تساعد في تعزيز إدراك الأطفال للأشياء من حولهم.

تقول Jenny Saffran استاذة علم النفس في جامعة Wisconsin-Madison والتي لم تشارك في البحث: “تستند هذه الدراسة الجديدة إلى خط بحث منظم وفعال للغاية”.

“حقيقة أن الكلام البشري وأصوات الليمور تؤثر على تعلم فئة الرضع، ولكن ليس أصوات العصافير تشير إلى أن الأصوات ذات التنظيم الإيقاعي الخاص. والتي ربما تكون مرتبطة بهيكل أصوات الرئيسيات، تحظى بامتياز لدى الأطفال بطرق لا تتمتع بها غيرها، مما يسهل تعلم اللغة البشرية”.

كما تضيف كيارا سانتولين، عالمة النفس التنموية في جامعة بومبيو فابرا في برشلونة. ولم تشارك أيضاً في العمل:

“إن استنتاج الباحثين بأنهم لم يجدوا صلة بين أصوات العصافير وإدراك الرضيع مهم لبناء صورة شاملة لسلوك الرضيع.

بما في ذلك ما يمكن للأطفال القيام به وما لا يمكنهم فعله في سن معينة وتحت ظروف تجريبية معينة”.

كما أضافت: “تتناول هذه الدراسة، إلى جانب أبحاث أخرى، قضية مهمة في علم النفس التنموي: ما هي العلاقة بين لغة الإنسان والإدراك؟”.

أصوات الثدييات تساعد على تعزيز إدراك الطفل

أصوات الثدييات تعزز إدراك الطفل، فماذا بعد ذلك؟

تتجه واكسمان وفريقها من دراستها البحثية هذه إلى دراسات بحثية أخرى تكمل بها ما بدأته.

حيث تسعى إلى اختبار تأثير أصوات الثدييات غير الرئيسية على نطق الأطفال.

وذلك باستحدام أساليب تعلم آلية تختبر من خلالها الميزات الصوتية التي تساهم في ترك انطباع سمعي لدى الأطفال.

كما تخطط إلى الاستعانة بقبعات لتخطيط كهربية الدماغ، لمعرفة ما يحدث في دماغ الأطفال أثناء استماعهم لأصوات مختلفة.

قالت واكسمان: “من البيانات التي بين أيدينا، أصبح من البديهي توقع استجابة الطفل المختلفة للأصوات المختلفة”.

تغذية الطفل في العامين الأولين تحدد النمو السليم للدماغ

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى