التقنية

الفنان الاصطناعي : هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق فناً؟

يُعدّ الفن وسيلة مهمة تساعد البشر في التعبير عن المشاعر  والأفكار التي تتولد في مخيلتهم .

يلعب الفن دوراً جوهرياً في السياق الاجتماعي حيث يساعدنا على فهمه و يكون في نفس الوقت مسلياً.

يجسد الذكاء الاصطناعي القادر على فهم و خلق الفن أو الفن الاصطناعي خطوةً مهمة في إنشاء آلات مشابهة للجنس البشري.

و السؤال الأهم هو: هل يمكن اعتبار نِتاج آلةٍ فناً؟

ما هو الفن؟

ليس بالسهل تعريف الفن نظراً لذاتيته المتأصلة ، وفقاً لقاموس أوكسفورد، يُعرَّف الفن بأنه :

” تعبير و تطبيق خيال الفرد و مهاراته الإبداعية، نمطياً في صورة مرئية كالرسم و النحت، كما أنه إنتاج أعمال تقدَّر لجمالها و طاقتها العاطفية.”

يتعامل أحد فروع الفلسفة مع مصطلح الفن والجمال، و يدعى علم الجمال ، يمكن العثور على التعريف التالي لعلم الجمال في قاموس أوكسفورد:

” مجموعة من المبادئ المتعلقة بالطبيعة و تقدير الجمال، فرعٌ من الفلسفة مرتبط بأسئلة عن الجمال و الذوق الفني.”

في علم الجمال ، فإن أيّ وجهة نظر تكون مسؤولة عن أنه كيف يمكن لشيءٍ معين أن يُصنّفَ على أنه قطعة من الفن أو لا !

و ذلك اعتماداً على عوامل عديدة كالذوق الشخصي و الخلفية الثقافية و الشكل الفني، و ذلك كالتالي:

تحددُ وجهة النظر الجمالية كيف يمكن فهم شيء معين على أنه عمل فني و بالتالي كيف يتم الحكم على جودة هذا العمل الفني .

يمكننا فهم وجهة النظر على أنها نِتاج المُشاهد الذي اعتاد على تأمّل الأعمال الفنية ، ونِتاج  الفنان الذي اعتاد على خلق هذه الأعمال .

هناك العديد من وجهات النظر الجمالية المحتملة، تتنوع وتختلف  هذه الوجهات باختلاف الناس و الثقافات و الصيغ الفنية.

يظهر هذا التنوع جلياً عندما يقدَّر العنصر ذاته من قبل شخصين مختلفين على أنه عمل فني بطريقتين مختلفتين .

أو عندما يخلق فنانان مختلفان قطعتين فنيتين ويتم  اعتبار كلاهما كعمل فني جيد.”

هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يخلق فناً ؟

الإجابة القصيرة هي نعم ، ولمَ  لا؟

كما ذكِر سابقاً، إذا كان لدينا تعريفٌ واضح لوجهة نظرٍ جمالية فمن الممكن أن نطوّر خوارزمية لتقييم الفن.

المشكلة الأساسية هي نقص معرفتنا بالمبادئ والقواعد  التي تحرّك الإنتاج الفني لدى البشر.

هذا يجعل من الصعب وضع خوارزمية مغلقة قادرة على إنتاج قطع جمالية .

النهج الأفضل قد يكون باستخدام خوارزميات إرشادية تبحث ضمن مجموعة كبيرة من الحلول المحتملة لتطوير مفهومها الخاص بعلم الجمال.

هنا يقدم Penousal Machato خمس مزايا يجب أن تتوافر في الذكاء الاصطناعي ليصبح فناناً:

١_التعلم : يجب أن يكون النظام قادراً على تحسين مهاراته و يُكيّف تعبيراته الفنية وفقاً للمحفزات الجديدة كما يفعل الانسان.

٢_ معايير خاصة بعلم الجمال: من الضروري لأي منتِجٍ للفن أن يكون قادراً على تقييم إنتاجه الفني بنفسه .

وحتى مع عدم وجود معايير عالمية للحكم على الفن و تقييمه ، فكل فرد يجب أن يطور مقاييسه الخاصة بالاعتماد على شخصيته.

٣_ الإبداع: كتابة رواية أو إنتاج قطع فنية مبتكرة هو ما يجعل الفنان مميزاً.

لا يجب على النظام أن يجري تعديلاتٍ بسيطة على ما هو موجود ، إنما ينبغي عليه أن يخلق شيئاً جديداً كليّاً مع ذلك، من الممكن له أن يكون متأثراً بأعمال فنانين آخرين.

٤_ المساواة : لا ينبغي للنظام أن يكون خاضعاً للإرادة البشرية، بل يتفاعل مع البشر والصناعيين على حدٍّ سواء.

٥_ القدرة على الاختلاط الاجتماعي: ليس من الممكن إنتاج فن بعيداً عن السياق الاجتماعي .

يجب أن يكون الذكاء الاصطناعي قادراً على الوصول إلى إنتاجات فنية أخرى كمصدر للإلهام .

في هذا المقال، يتم تقديم نهج ذو وحدتين، الأولى عبارة عن محرك تطوّري يعتمد على البرمجة الوراثية ومسؤول عن إنتاج أعمال فنية جديدة .

أما الثانية فهي شبكة عصبية تعتمد على مصنِف قابل للتكيف قادر على “التقاط خصائص أسلوبية ذات صلة” و “التمييز بوضوح بين الكتّاب و الأساليب”.

على الرغم من النتائج المُرضية فإن هذا النظام لا يلبي المتطلبات المشار إليها أعلاه سوى جزئياً.

سأقوم بعرض بعض المنشورات الأخرى للأنظمة الصناعية و التي تم تطويرها لإنتاج الفن ، و على الرغم من ذلك فإنه حتى هذه اللحظة ليس هناك نظام فني يلبي هذه المتطلبات الخمسة جميعها.

التأليف و التحليل الموسيقي :

يقدم الكتّاب شبكة اصطناعية مدربة لاستخدام شعبية ٩٩٢ قطعة موسيقية كمعيار جمالي.

القضية البارزة في هذا المقال هي صعوبة إيجاد موسيقى سيئة تماما ، و هذا لأن معظم الأمثلة السيئة للموسيقى الكلاسيكية لم يتم الاحتفاظ بها.

رسّام التصوير الآلي :

قام  Leonel Moura بتطوير روبوت قادر على ابتكار رسومات جديدة.

توصل رسام النشاط الآلي إلى درجة مميزة من الإبداع اصطناعي بفضل العشوائية و اللاسلكية و الانجذاب اللوني.

بالأضافة إلى ذلك فإن هذا الروبوت قادر بنفسه على تحديد لحظة انتهاء الرسم.

خاتمة :

يعدّ خلق الفن و الاستمتاع به أحد الأشياء الخاصة التي تميّز الأنسان عن غيره من الكائنات والأشياء الأخرى.

يمثل النظام القادر على تحسين الإحساس بالفن خطوة مهمة للوصول الى ذكاء اصطناعي أكثر تعقيداً و تقديم فهم أفضل لطريقة عمَل الدماغ البشري.

لو كان الروبوتات الفنانون الحاليون لا ينصاعون لقواعد صارمة ليتمّ اعتبارهم فنانين حقيقيين لكان لدينا أمثلة عن أنظمة قادرة على ابتكار مواد مدهشة.

و في منظوري فإن هذه القدرة تجعل الآلات اكثر آدمية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى