علاج الاكتئاب والأمراض العقلية والنفسية بالصدمات الكهربائية.. التحضير للعملية
انتشر استخدام الصدمات الكهربائية في علاج بعض حالات الصحة العقلية. لكن، ارتبطت سمعة هذا الإجراء بالعنف والأذية بسبب استخداماته في أوقات سابقة.
حيث كان يستخدم دون الخضوع لتخدير عام وبالإضافة إلى إعطاء جرعات عالية من الكهرباء في هذا الإجراء فكانت تسبب بالتالي فقدان الذاكرة وكسور العظام وغيرها من الآثار الجانبية الخطيرة.
يمكن أن يكون العلاج بالصدمات الكهربائية أحادي الجانب؛ حيث تركز التيارات الكهربائية على جانب واحد فقط من الدماغ، أو ثنائية؛ حيث يتلقى كلا جانبي الدماغ تيارات كهربائية مركزة.
سنتحدث في هذا المقال عن استخدامات العلاج بالصدمات الكهربائية، مخاطرها والمزيد عنها..
استخدامات العلاج بالصدمات الكهربائية
يستخدم العلاج بالصدمات الكهربائية ECT لعلاج أو على الأقل تحسين أعراض بعض أمراض الصحة العقلية، سنذكر أمثلة على ذلك:
- الاكتئاب الشديد: في حال كان يترافق بهلوسات وذهان وتفكير مستمر بالانتحار أو الامتناع عن الطعام. ويستخدم هذا العلاج أيضاً في حال كان الاكتئاب معنّد على العلاج.
- كاتاتونيا: وهي حالة نفسية مرتبطة بالفصام وبعض الاضطرابات النفسية الأخرى، قد يكون سببها عضوي.
- الهياج والعدوانية عند الأشخاص المصابين بالخرف: حيث يكون من الصعب التعامل مع هؤلاء الأشخاص ومن الصعب علاجهم أيضاً.
يتم اللجوء إلى الصدمات الكهربائية عندما لا تبدي طرق العلاج الأخرى كالأدوية والعلاج النفسي السلوكي نفعاً. كما يلجأ إليها عند الأشخاص الذين لا يستطيعون تناول الأدوية الخاصة بهذه الأمراض كما في حال:
- الحمل
- كبار السن
- عندما يختار المريض هذا النوع من العلاج ويفضله على الأدوية
- إذا كان قد أبدى المريض استجابة لهذا العلاج في الماضي
ما هي الآثار الجانبية؟
على الرغم من كون هذا العلاج آمن بشكل عام، إلا أنه ينطوي على عدد من الآثار الجانبية والمخاطر، نذكرها هنا:
- اضطراب بالوعي: قد يشعر المريض ببعض الارتباك المتمثل بعدم إدراكه لمكانه أو لسبب وجوده هنا. يحدث هذا الارتباك بعد جلسة العلاج ويستمر لبضعة دقائق أو حتى ساعات ومن النادر أن يستمر عدة أيام.
- فقدان الذاكرة المؤقت: قد يحدث أن ينسى المريض الذكريات التي حدثت معه قبل الجلسة أو خلالها وقد تصل إلى ما قبل الجلسة بأسابيع أو أشهر. حيث يحدث نوع من فقدان الذاكرة يسمى بالرجعي والذي يتحسن خلال شهرين بعد انتهاء العلاج.
- الغثيان والصداع وآلالم الفك والعضلات: من الآثار الجانبية البسيطة وتعالج بالأدوية.
الاستعدادات والإجراءات قبل وخلال المعالجة بالصدمات الكهربائية
يستغرق تطبيق هذا العلاج حوالي خمس إلى عشر دقائق، ويتم تطبيقه في المشفى أو حتى في العيادة الخارجية.
الاستعداد قبل العملية
التخدير: حيث يتم تطبيق هذا الإجراء تحت التخدير العام، ويكون المريض غائباً عن الوعي وغير مدرك للإجراء.
وكأي عملية أخرى، يحتاج الخضوع إلى التخدير إلى استعداد خاص. يكون هذا الاستعداد بعدم تناول أي طعام أو شرب الماء بعد منتصف الليل في اليوم السابق للإجراء.
يتم تركيب قثطرة وريدية محيطية: وذلك لحقن الأدوية والسوائل وغيرها.
خلال الإجراء
إن مراقبة شدة الصدمة الكهربائية تتم عن طريق تطبيق كم قياس الضغط حول الكاحل ونفخه لدرجة تكفي لمنع وصول مرخي العضلات المستخدم أثناء التخدير إلى القدم. حيث تتم مراقبة شدة الصدمة عن طريق مراقبة حركة هذه القدم.
يتم بالاستعانة بالمونيتور لمراقبة نبض القلب وضغط الدم وممكن أن يتم الاستعانة بقناع الأوكسيجين.
قد يعطى واقي الأسنان لحماية الفك والأسنان من الإصابة.
الصدمة الكهربائية
يتم تمرير التيار الكهربائي عبر الأقطاب الكهربائية إلى دماغك. وتستمر هذه الصدمة عادةً أقل من 60 ثانية.
تلاحظ تغييرات شديدة على مخطط كهربائية الدماغ EEG حيث يزداد النشاط الكهربي فيه بشكل كبير.
أما التغييرات الخارجية فقد لا يلاحظ على الجسم إلا حركة القدم في حال تطبيق كم القدم على الكاحل أعلاها.
تُعطى علاجات العلاج بالصدمات الكهربائية عموماً مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعياً لمدة ثلاثة إلى أربعة أسابيع. يعتمد عدد الجلسات وشدتها على نوع المرض ومدى شدة أعراضه.
يعتمد استئناف المريض لنشاطاته اليومية على درجة ارتباكه وفقدان الذاكرة لديه.
إن التحسن البدئي للأعراض يبدأ بعد الجلسة السادسة للعلاج، أما الشفاء الكامل فيحتاج وقتاً أطول.
كما أن آلية عمل هذا العلاج غير معروفة بدقة، لكن ما هو معروف هو أن العديد من الجوانب الكيميائية لوظيفة الدماغ تتغير أثناء جلسة العلاج بالصدمات الكهربائية. إن هذه التغييرات الكيميائية تقلل بطريقة ما أعراض الاكتئاب الشديد وغيره من الأمراض العقلية الأخرى.
يحتاج المريض إلى دورة علاج كاملة بالطبع للحصول على تحسن تام. وبعد انتهاء الجلسات العلاجية لابد من متابعة العلاج بالأدوية المناسبة كي لا يحدث نكس.