مواضيع عامة

الحركة النسوية في المجتمع والعمل والجنس

تعريف الحركة النسوية

يعد المذهب النسوي (Feminism) مجموعة معقدة من الأيدولوجيات والنظريات التي تسعى بشكل جوهري لتحقيق المساواة بالحقوق الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين الرجال والنساء. تشير الحركة النسوية إلى مجموعة مختلفة من المعتقدات والأفكار والحركات والأجندة. وتشير أيضاً لأي فعل يشجع التغييرات في المجتمع لإزالة الأنماط المتحيزة ضد النساء. لا يسعى هذا المذهب لقلب معادلة السيطرة الأبوية وجعلها أمومية مثلاً بل يسعى لتحقيق المساواة ودحض العنصرية في المعاملة تجاه أي من الطرفين.

النسوية والمجتمع

كل التنظيمات المجتمعية أبويّةَ ومنظمة بشكل يجعل الرجال القوة المسيطرة في معظم القرارات السياسة والثقافية والاقتصادية. تركّز النسوية على أن النساء يجب أن يملكن الحق في المشاركة الكاملة بالتقدم الاجتماعي من منطلق أنهن يشكلن نصف التعداد السكاني العالمي. تحاول هذه النظرية صبّ جهدها في التغيير الثقافي بنظرة المجتمع لدور المرأة والرجل وهذا ما يدعى بالدور الجندري (Gender role). ومن ناحية أخرى فإن المعتقدات النسوية تفكر بالطرق التي يمكن ويجب أن تكون الثقافة مختلفة بين الجنسين: هل يملك الجنسين اهدافاً ونماذجاً ورؤً مختلفة ؟

النسوية في ميدان العمل

هناك الكثير من الاختلافات الكامنة في المثاليات والمجموعات والحركات النسوية المتعلقة بالتحيز والظلم والاستبداد ضد المرأة في مجال العمل. تفترض الحركة النسوية أن التفريق بين الرجل والمرأة هو سبب وراء الرأي المجحف إزاء المرأة في ميدان العمل. ولهذا تندد النسوية بالتفرقة وتدعو لإزالة كافة أشكالها. ومازالت أِشكال عدم المساواة بالرواتب بين كل من الرجل والمرأة منتشرة في مختلف أنواع المجتمعات حتى في الولايات الأميركية المتحدة حيث تحصل المرأة على 80.5 سنت مقابل كل دولار (100 سنت) يحصل عليها الرجل.

النسوية والنشاط الجنسي

استمر استبداد النسوة لاسيما فيما يخص الجنس بما في ذلك سلوكهن وتفاعلاتهن مع الرجال وطريقة تموضعهن وكشفهن لأجسادهن. من المتوقع في المجتمعات التقليدية أن يكون الرجال الآمرين الناهين شامخين بعزة ذكوريّة حاضرة في الشكل تسمح لهم بتمثيل دورهم في المجتمع أو ربما المجتمع ككل. بينما تقبع النسوة في ركنها في المطبخ بكل خضوع وسكون. وبظل مثل هذه التعاريف الاجتماعية من المفترض ألا يأخذن حيزاً كافياً على طاولة الطعام والحوار والكلام ومن الأفضل ألا يتواجدن قرب الرجال أصلاً. أما بما يخص الجنس، لطالما كنّ المفعول به في الإعراب والفعل والقول. بينما يقف الرجل كالنخلة قولاً وفعلاً ومضموناَ. لا زالت العديد من الثقافات تتشبث بفكرة عدم السماح للمرأة بالمبالغة بلباسها كي لا تثير الرجل وفي بعض الثقافات المتشددة تقوم النسوة بتغطية كامل أجسادهن. هل يا ترى يعتبر اللباس المثير الذي ترتديه المرأة دعوة للرجل؟ هل التشدد باللباس سيحل المشكلة دوماً؟ ألم يجدر بها أن تحتشم فكرياً قبل أن تحتشم ظاهرياً؟ وماذا عن حشمة الرجل وكبريائه السماويّ، أيصبح فستان أحمر فتاكاً لدرجة أن يخرق كل الحواجز لدى الرجل؟

أما من جهة سُفلى، ففي بعض المجتمعات التي تدّعي التنوير والحضارة، تغزو الأنشطة الجنسية النسائية وسائل التواصل الاجتماعي. فمثلاً كثير من النساء يستعرضن أجسادهن الشبه عارية في الإعلانات والعارية بشكل كامل في المشاهد الإباحية في الأفلام والتلفاز ومن جهة أخرى العديد من النساء يملئهن الحياء إزاء إرضاع أبنائهن أمام الملأ.

تخلق هاتين الوجهتين المتناقضتين للأنشطة الجنسية النسائية مساحة من التوقعات أن على كل من الرجال والنساء إيجاد الطريق المحايد البعيد عن التحيز إزاء هذا أو هذه ليتمكنوا من الانسجام في الحياة الطبيعية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى