لطالما أدهشتنا خفايا الظواهر الكونية في الفضاء ونتائج الدراسات التي أنتجها علم الفلك. تتناول هذه المقالة شرحاً لأحد أهم الظواهر الفلكية ألا و هي الثقب الأسود. سنتحدث عن تعريف الثقب الاسود وأحجامه وكيف تشكّل عبر الزمن من جهة وكيف تقوم وكالة ناسا بدراسته ورؤيته مازال لونه أسوداً من جهة أخرى.
ما هو الثقب الأسود؟
إنه مكان في الفضاء حيث تكون قوة سحب الجاذبية عالية لدرجة أن الضوء لا يمكنه الخروج منه. الجاذبية قوية جداً لأن المادة المُشكلة له قد ضُغطت في حيز صغير. يمكن أن تحدث مثل هذه القوة الجاذبية عندما يموت النجم. لأنه لا يوجد ضوء فلا يستطيع الناس رؤية الثقوب السوداء. إنها غير مرئية. يمكننا رؤيتها فقط عندما نستخدم تليسكوب فضائي مجهز بأدوات خاصة. تمكننا هذه الأدوات من رؤية كيف تتصرف النجوم القريبة من الثقوب السوداء بشكل مختلف عن باقي النجوم.
ما أنواع الثقوب السوداء؟
قد تكون الثقوب السوداء كبيرة أو صغيرة. يعتقد العلماء أن أصغر الثقوب السوداء هي بحجم الذرة. بالرغم من كون هذه الثقوب شديدة الصغر إلا أن كتلتها تعادل كتلة جبل ضخم. الكتلة هي كمية المادة أو الأشياء التي تكوّن شيء ما. هناك نوع آخر من الثقوب السوداء وهو “النجميّ” أو “الجرمي”. تتجاوز كتلته كتلة الشمس بعشرين مرة. ويوجد العديد من هذه الثقوب الضخمة في مجرة الكرة الأرضية التي تدعى ” Milky Way”.
تدعى أضخم الثقوب السوداء بـ ” supermassive”. تملك هذه الثقوب كتل بحجم يعادل مليون شمس معاً. وجد العلماء دليلاً أن كل مجرة ضخمة تحوي ثقبا أسودا ضخماً كهذا بمركزها. يُدعى هذا الثقب الموجود في مجرتنا بـ Sagittarius.
كيف تتشكل الثقوب السوداء؟
يعتقد العلماء أن أصغر الثقوب السوداء تشكّلت منذ بدء التكوين. بينما تشكلت الثقوب السوداء النجمية عندما ينهار مركز نجم كبير على نفسه. يسبب هذا الانهيار انفجار نجمي. الانفجار النجمي هو نجم منفجر يقذف أجزاء من غلافه في الفضاء. أما بالنسبة للثقوب السوداء الضخمة فقد ترافق تشكيلها مع زمن تشكيل المجرة التي يتواجدون بها.
إذا كان الثقب الأسود أسوداً ، كيف تمكن العلماء من رؤيته؟
بالحقيقية، لا يمكن رؤية الثقب الأسود ببساطة لأن قوة جاذبيته تمتص الضوء إلى الداخل. ولكن يستطيع العلماء رؤية كيف تقوم جاذبيته القوية بالتأثير على النجوم المحيطة به. يستطيع العلماء دراسة فيما إذا كانت النجوم تطوف أو تدور حول الثقب الأسود. ينتج ضوء ذو قوة مرتفعة عندما يتواجد ثقباً أسوداً بالقرب من نجمة. لا يمكن رؤية هذا الضوء بالعين المجردة. يستخدم العلماء الأقمار الصناعية والتلسكوبات لرؤيته.
هل يمكن للثقب الأسود تدمير كوكب الأرض؟
لا تتنقل الثقوب السوداء في أرجاء الفضاء وتلتهم النجوم والكواكب والأقمار. ولا يمكن للكرة الأرضية أن تقع في ثقب أسود لأنه لا يوجد ثقب أسود قريب عليها في نظامنا الشمسي لفعل هذا. وحتى لو أخذ ثقب أسود بحجم الشمس مكان الشمس ذاتها فلن تقع الأرض فيه. فالثقب الأسود يتمتع بنفس جاذبية الشمس أي ستدور الأرض حوله كما تدور حالياً حول الشمس. لن تصبح الشمس ثقباً أسوداً بالرغم من كونها نجمة لأنها ليست كبيرة بما يكفي لتنفجر في المنتصف مُشكلةً ثقباً أسوداً كسائر النجوم الضخمة.
كيف تقوم وكالة ناسا (NASA) بدراسة الثقوب السوداء؟
تستخدم ناسا الأقمار الصناعية والتلسكوبات التي تسافر في الفضاء لتعلم المزيد عن ماهية الثقوب السوداء ومزاياها. تساعد هذه الدراسات العلماء بمعرفة المزيد عن أسرار الكون.
