الذكاء الاصطناعي و دوره في إدارة الموارد البشرية
يتطور دور الذكاء الاصطناعي (Artificial Intelligence) من مجرد أداة تؤدي مهام بسيطة وتقدم الإجابة على الأسئلة يوميا إلى جزء هام في إدارة الموارد البشرية .
تقليل التحيز البشري عند اختيار الموظفين :
يتوارث البشر التحيز ضد بعضهم البعض . حتى عند السعي للشمولية، قد ينحاز مختصي الموارد البشرية بشكل لا إرادي تجاه مرشح معين مثلاً يشبه موظف وكالة التوظيف . ويوجد أيضاً التحيز اللغوي فقد ينحاز الناس لكلمة معينة تصاحبت مع تفضيلات معينة لديهم .
أما الآن فالشكر للذكاء الاصطناعي يمكننا تصميم خوارزميات تساعد الموظفين في قسم الموارد البشرية على تحديد عناصر التحيز وإزالتها . يمكن ترجمة هذا التقدم لتواصل أفضل في توظيف وجذب العديد من المرشحين من مجالات مختلفة . بالإضافة لذلك فإنه يمكن لهذه الخوارزميات إيجاد من تم حجبه سابقاً من المرشحين بسبب التحيز البشري بالاختيار . أي أن خوارزميات الذكاء الاصطناعي تسمح للمدير بالاعتماد على التقييم الموضوعي البياني وليس المشاعر والتحيزات .
آلية عمل الذكاء الاصطناعي :
يُستخدم (AI) في الموارد البشرية لأتمتة المهمات المتكررة وذات الأهمية المنخفضة مثل إدارة الأرباح والتعامل مع الأسئلة والطلبات العامة وبهذا زيادة التركيز على العمل الأكثر أهمية .
التوظيف من خلال أدوات الذكاء الاصطناعي :
وضعت الشركات أدوات التوظيف ذات الذكاء الاصطناعي حيز التنفيذ لمكننة جدولة المقابلات وتزويد انطباعات متطورة للمرشحين والإجابة عن أسئلتهم.
استراتيجية تتبع طباع الموظفين :
تقوم بعض الشركات باستخدام منصات (AI) للاهتمام بالموظفين الذين يفكرون بالرحيل . تتعقب هذه المنصات نشاط الموظفين على الكمبيوتر وحساباتهم البريدية والعناوين الرئيسية في متصفحاتهم وما إلى ذلك ومن ثم تخزينها . تقوم بعدها خوارزميات الذكاء الاصطناعي بتحليل البيانات لتحديد نطاق النشاط العام في المنظمة ومن ثم تبدأ بتحديد كل ما يشذ عن القاعدة العامة وإرسال التقارير للموظف . ويمكن استخدام (AI) للكشف عن أي تغييرات بطبيعة التواصل الخاص بالموظفين لتوقع متى قد يفكر الموظفون بالرحيل .
يجعل الذكاء الاصطناعي الموارد البشرية أكثر إنسانية :
تقول شركة Best Buy Canada أن أفضل طريقة لجعل مختصي الموارد البشرية أكثر إنسانية هي إدخال مزيد من الآلات . إن أتمتة المهمات من خلال التكنولوجيا تسمح بتحرير مختصي الموارد البشرية للتفرغ و التركيز على التفكير البنّاء والإبداع والتعاطف . نستنتج مما سبق أن الذكاء الاصطناعي يزداد ويتعلم بنفسه كل يوم أكثر من الذي يسبقه . إنه قادر على البحث عن استفسار بحسب الكلمات التي تستخدمها وتزويدك بالجواب بغض النظر عن السياق .
يسعى مختصي الموار البشرية لاستخدام الذكاء الاصطناعي كمنصة تعليم فهي تستطيع التعلم من تلقاء نفسها من خلال تزويدها بخوارزميات التعلم العميق .
بالختام، مع زيادة توسع نطاق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي ، على مختصي الموارد البشرية إيجاد الطرق والحلول لموازنة هذه التطورات مع الشفافية . يتحتم عليهم التأكد من نجاح عمل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي . استخدام (AI) ليس الإجابة لكل أسئلة وحاجات الموارد البشرية حتى الآن لأنها تعمل بحسب البيانات المزودة فيها . وعلى كل حال فإن الذكاء الاصطناعي مصدر قيّم ويوعد بالكثير من التقدم والنجاح في المستقبل.