مجموعة من المفاهيم التي أظهرتها هوليوود بشكل خاطئ في أفلامها
يعتبر علم النفس الجاد مصدرا خصبا للخرافات ، وقد خلق لدى كثير منّا الانطباع بأن ما نعرفه عن علم النفس صحيح، مع أن كثيرًا مما نعرفه هو مزيج من الأساطير ، والمفاهيم المغلوطة، أو أنصاف الحقائق التي قد تبدو مقنعة .
بعض الناس يفترضون أن علم النفس ليس حقيقيًا ، كما هو حال الأشخاص في هوليوود ، لأن الكثير من الكيفية التي يتم بها تقديم علم النفس في الأفلام والتلفزيون بعيد كل البعد عن الواقع.
فيما يلي سنقدم إليكم أكثر الأخطاء التي يتم ارتكابها مرارًا وتكرارًا بشأن علم النفس ، باسم “الترفيه” :
1)- الاكتئاب نتيجة اختلال التوازن الكيميائي :
هذا الخطأ ليس مقصورًا على هوليوود والمشاهير ،لكن باعتبارهم مؤثرين جدًا ،في نشر الوعي بالأشياء المتعلقة بالصحة العقلية ،
وقد افترضت وجهة نظر عدم التوازن الكيميائي أن الدماغ يكون فيه زيادة أو نقصان في بعض المواد الكيميائية ،والتي تسمى الناقلات العصبية،ويسبب ذلك بحدوث مشاكل في الصحة العقلية.
ماسبب وجهة النظر هذه ؟
يبدو أنها نابعة من اكتشاف عمل مضادات الاكتئاب ، وذلك برفع مستويات المواد الكيميائية المهمة في الدماغ .
ومع تطور العلوم اليوم ،أصبح الضغط الشديد على الخلايا العصبية والعوامل الوراثية أسبابا للاكتئاب ، بالإضافة إلى تغير المستويات الكيميائية المتغيرة في الدماغ.
لذا ، فالقول أن الاكتئاب والاضطرابات الأخرى ناتجة عن “خلل كيميائي ” أمر مضلل ومختزل للغاية .
2)- الإنسان يستخدم فقط 10% من دماغه :
إن الادعاء بأننا “نستخدم فقط 10 %من عقولنا” كلام فارغ ، ومصدر لقلق علماء النفس ، لأنه يستند إلى دراسات بدائية ، لكن في الحقيقة دماغنا هو عضو يتطلب الكثير من الجهد ، ويستخدم 20 % من موارد الجسم فقط للبقاء على قيد الحياة ، لذا فإن 100٪ من دماغ الإنسان مستخدم ومفيد ، وهذه النتيجة استندت إلى تصوير الأدمغة بالرنين المغناطيسي ، وهذه أيضًا مشكلة أخرى حيث لا يمكننا تنشيط 100% منه دفعة واحدة .
3)- شهادة العيان دقيقة تماماً :
الشهادة جزء لا يتجزأ من معظم الأنظمة القانونية ، وليست فقط هوليوود من توصلوا إلى استخدامها .
لكنهم اختلفوا كثيرًا في القصص ، حيث يترتب على البطل أن يجد وينقذ الشاهد الرئيسي الوحيد على الأحداث ويؤكدها في المحكمة ، أما في الواقع لسوء الحظ نادراً ما تكون شهادة العيان دقيقة ، بسبب فوضوية ذاكرة الإنسان وتغيرها وتأثرهم بالعواطف .
4)- يسعى علماء النفس دائمًا لتشخيصك :
فالطبيب النفسي في المسلسلات الكوميدية يحلل ويفسر شخصية كل من يقابله بطرق مقلقة.
وكل ذلك على خطأ ، حيث لا يستطيع علماء النفس تشخيص أي شخص ؛ لأنها وظيفة الطبيب النفساني ،وهي عملية معقدة وحساسة وتحتاج التعرف الكبير على الشخص وما يمر به ، ولا يجوز اقتصار التشخيص من خلال جزء صغير لحياته.
لذا فإن هذا الفعل هو عمل للمدربين على القيام بذلك فقط كالطبيب النفسي .
5)_ أجهزة كشف كذب فعالة :
إن تلك الأجهزة بمثابة تطور تقني مذهل ،من خلال مراقبة كل العلامات الدقيقة والإبلاغ عنها عندما يكذب الشخص ، وهذه الآلة كانت كمشاهد محورية في كثير من الأفلام .
“لاتصدق ” هي الكلمة الصحيحة هنا، حيث لا توجد أي إشارات من هذا القبيل، لأن الكذب عملية معقدة كثيرًا وتختلف من شخص لآخر ، وكون هوليوود تصنع أداة سردية خيالية بات أمرا واضحا ، ولكن ذلك يجعل الأفلام أكثر فاعلية .
6)- دماغ الإنسان مثل الكومبيوتر :
الخيال السائد في الأحداث الشائعة هو تحميل عقل بشري إلى جهاز الكمبيوتر ، إن هذه الفرضية قد تتحقق في المستقبل ليس في الوقت الحالي ، فمقولة أن الدماغ مثل الكمبيوتر تتحقق في بعض الأمور ليس فعليا في الحقيقة .
ومع أن تلك الأجهزة تتمتع بالمرونة والقدرة اللازمتين لتقليد أنظمتنا العصبية ، فمن المستحيل حاليًا تحديد المكان الذي يبدأ فيه العقل البشري وينتهي ، وماهيته ،والسؤال كيف يقومون بعزله ونقله إلى قرص صلب ؟!
7)_ تعديل الذاكرة البشرية أمرٌ سهل :
في كثير من الأفلام في السينما ، بدا أنه من السهل نسبيًا الدخول في الدماغ البشري والتلاعب بالذكريات ، وهذه مقارنة أخرى مثل (الكمبيوتر) ، لكن الدماغ لا يخزن الذاكرة كالملفات على القرص الصلب ، فالأمر أكثر تعقيدًا ، لأن الذكريات تنتشر في الدماغ عبر الروابط بين خلاياه ، والذاكرة هي جزء من العديد من الذكريات ، وحتى الآن لم يتمكن العلماء من تحديد ذاكرة معينة في الدماغ ، لذا فإن خرافة عزلها وتغييرها وإزالتها بعيد جدا عن الواقع .
نتمنى أن نكون قدمنا إليكم الدلائل القاطعة ليكون الوعي سائدا في المجتمع ، وعدم تصديق تلك الخرافات التي أصبحت هوليوود منصة للإتجار بها .