ما هو سحر تركيبة الشوكولاتة التي تخلق كيمياءً لا نستطيع مقاومتها.. وما علاقتها بحليب الأم ؟
الشوكولاتة بمفهوم آخر.. وبجاذبية الكاكاو
نحن نعشق الشوكولاتة لأنها جيدة! فطعمها لذيذ، ورائحتها زكية، وتمنحنا شعورًا رائعًا عندما تذوب على لساننا.
قد يبدو الأمر بسيطًا.. لحبنا للشوكولاتة، ولكن هناك ما هو أكثر من ذلك وهو يتعلق بتوازن الدهون / الكربوهيدرات الذي تم ضبطه منذ بداية حياتنا.
مربع واحد، أو حتى عدد قليل، لا يكفي أبدًا. تعرف عائلتي أنهم إذا أحضروا الشوكولاتة إلى منزلنا، فسيتعين عليهم إخفاءها. أنا أحب الشوكولاتة وبمجرد أن أبدأ لا يمكنني التوقف حتى تختفي تمامًا.
فإذاً، ما هو الشيء الذي يجده الكثير منا لا يقاوم؟ وما هي الخصائص التي تشترك فيها الشوكولاتة مع الأطعمة الأخرى التي لا يمكننا ببساطة أن نقول “لا” لها؟.
كجزء من سلسلة جديدة عن علم الطعام، بحث علماء النبات عن إجابات!
إن الشوكولاتة مصنوعة من حبوب الكاكاو، التي نمت واستهلكت في الأمريكتين منذ آلاف السنين. وقد صنع شعب المايا والأزتيك مشروبًا من حبوب الكاكاو يُدعى xocolatl، وهو ما يعني “الماء المر”.
أطعمة بسيطة عليك بها.. تحسن حالتك المزاجية وتجعلك أكثر سعادة !
هل يمكن للناس أن يتعلموا كبح الرغبة الشديدة في تناول الشوكولاتة؟
إن حبوب الكاكاو في شكلها الخام تكون شديدة المرارة. وللوصول إليها، عليك أولاً فتح القشرة السميكة من كبسولة الكاكاو، وإخراج اللب الذي له نكهة استوائية مكثفة في منتصف الطريق بين عصير الليمون والتفاح، يُعرف باسم بابا دي كاكاو، إنه حلو وحامض ولزج للغاية..
يتم بعد ذلك تعرق الحبة واللب وتركها لتتخمر لعدة أيام قبل تجفيفها وتحميصها.
يطلق التحميص مجموعة من المركبات الكيميائية بما في ذلك حمض 3-ميثيل بوتانويك، الذي يمتلك رائحة كريهة تفوح منه رائحة العرق، وثنائي ميثيل ثلاثي كبريتيد، كرائحة الملفوف المطبوخ بشكل مفرط.
إن الجمع بين هذه الجزيئات العطرية وغيرها يخلق توقيعًا كيميائيًا فريدًا تحبه أدمغتنا.
لكن روائح الشوكولاتة الغنية وذكريات الشباب السعيدة التي تثيرها تلك الروائح، هي مجرد جزء من جاذبية الشوكولاتة.
تأثير الشوكولاتة النفساني!
تحتوي الشوكولاتة على عدد من المواد الكيميائية ذات التأثير النفساني.
تشمل هذه الأنواع anandamide، وهو ناقل عصبي يأتي اسمه من اللغة السنسكريتية – “ananda” ، وتعني “الفرح ، والنعيم ، والبهجة”.
يحفز Anandamides الدماغ بنفس الطريقة التي يعمل بها الحشيش. يحتوي أيضًا على تيرامين وفينيل إيثيل أمين، وكلاهما له تأثيرات مشابهة للأمفيتامينات.
أخيرًا، إذا نظرت بجدية كافية، ستجد آثارًا صغيرة من الثيوبرومين والكافيين، وكلاهما منبهات معروفة جيدًا.
في الحقيقة، ولفترة من الوقت، تحمس بعض علماء الأغذية كثيراً للاكتشاف، على الرغم من احتواء الشوكولاتة على هذه المواد الموجودة ولكن بكميات ضئيلة فقط.
لذلك، لن يحصل عقلك على الكثير من الاندفاع الكيميائي من تناول بضع مربعات. ومع ذلك، قد يلعبون دورًا صغيرًا في إغواء حواسنا.
إذا كنت من محبي تناول الأطعمة الغير صحية ! فإليك أهم فوائدها
دور السكريات والدهون في الشوكولاته:
حسنًا، للشوكولاته أيضًا لزوجة كريمية. عندما تخرجه من الغلاف وتضع القليل منه في فمك دون عض، ستلاحظ أنه يذوب بسرعة على لسانك، مما يترك إحساسًا بالنعومة. حيث تكتشف مستقبلات اللمس الخاصة على ألسنتنا هذا التغيير التركيبي، والذي يحفز بعد ذلك الشعور بالمتعة.
لكن الشيء الذي حوّل الكاكاو حقًا من مشروب مائي ومُر إلى وجبة خفيفة نعشقها اليوم هو إضافة السكر والدهون. تعد إضافة الكمية المناسبة من كل منها أمرًا بالغ الأهمية لتمتعنا بالشوكولاتة.
انظر إلى جانب علبة شوكولاتة الحليب وسترى أنها تحتوي عادة على حوالي 20-25٪ دهون و 40-50٪ سكر. وفي الطبيعة نادرًا ما توجد مثل هذه المستويات العالية من السكر والدهون، أو على الأقل لا توجد معًا.
إنها لذيذة كحليب الأم!
يمكنك الحصول على الكثير من السكريات الطبيعية من الفواكه والجذور، وهناك الكثير من الدهون التي يمكن العثور عليها في المكسرات أو قطعة لذيذة من سمك السلمون، ولكن أحد الأماكن القليلة التي ستجد فيها الاثنين معًا هو الحليب.
حليب الثدي البشري غني بشكل خاص بالسكريات الطبيعية، وخاصة اللاكتوز. ما يقرب من 4٪ من لبن الأم عبارة عن دهون، بينما يتكون حوالي 8٪ من السكريات.
يحتوي الحليب الاصطناعي، الذي يتغذى عليه الأطفال، على نسبة مماثلة من الدهون إلى السكريات.
هذه النسبة، 1 جرام من الدهون إلى 2 جرام من السكريات، هي نفس نسبة الدهون إلى السكريات التي تجدها في شوكولاتة الحليب. وفي البسكويت والكعك والآيس كريم.
في الواقع، تنعكس هذه النسبة الخاصة في العديد من الأطعمة التي نجد صعوبة في مقاومتها!
والسؤال الأخير في النهاية.. لماذا تحب الشوكولاتة؟
في الواقع، لمجموعة كاملة من الأسباب. ولكن من المحتمل أيضًا أننا، ومدمني الشوكولاتة، نحاول استعادة طعم وشعور القرب الذي حصلنا عليه من أول طعام أخذنا عينات منه؛ حليب الثدي البشري.
