لماذا تستخدم عملة البيتكوين كهرباء 10 مرات أكثر من جوجل ؟؟
استهلاك البيتكوين للطاقة الكهربائية يفوق غوغل بالأضعاف
تحذيرات من تداعيات “كارثية” على البيئة وسط ارتفاع عمليات تعدين العملة الافتراضية “البيتكوين”..
تواجه البيتكوين التي ارتفع سعرها أضعافا مضاعفة خلال عام واحد، انتقادات وبشكل مستمر بسبب استهلاكها الكبير للطاقة الكهربائية!
حيث يتجاوز سوق البيتكوين الآن تريليون دولار. لكن التركيز يتحول نحو متطلبات الطاقة الهائلة اللازمة للحفاظ على العملة عبر الإنترنت..
فهل سيؤدي انتشار العملات الرقمية على نطاق واسع إلى كارثة بيئية بحسب تحذيرات منتقدي هذا القطاع…؟!
في هذا السياق الهام، ولفهم مجريات الأحداث، سنعرض بعض الأسئلة والأجوبة حول Bitcoin:
1. ما مقدار الطاقة التي تستهلكها البيتكوين؟
وفقاً لمؤشر “كامبريدج بتكوين (CBECI)، الذي جمعه باحثو جامعة كامبريدج: إن استهلاك البتكوين السنوي من الطاقة الكهربائية قد يصل إلى 128 تيراواط في الساعة، أي 0,6 % من إنتاج الطاقة في العالم، ما يزيد بقليل عن استهلاك النروج.
قال جورج، محلل وكالة الطاقة الدولية: إن هذه الأرقام لافتة نسبة إلى بلدان متوسطة الحجم أو إلى تقنيات حديثة أخرى مثل السيارات الكهربائية (80 تيراواط في الساعة سنة 2019). ولكنها معتدلة أكثر مقارنة باستخدامات تكنولوجية أخرى مثل تكييف الهواء، والمراوح، وغيرها..
وأيضاً أشار إلى أن “غوغل” بأكملها استهلكت 12,2 تيراواط في الساعة سنة 2019. وتستهلك مجمل مراكز البيانات في العالم، باستثناء تلك التي تُستخدم لتعدين البيتكوين، تستهلك حوالي 200 تيراواط ساعة سنوياً.
إليك رأي بيل غيتس بخصوص البيتكوين
ولكن، الخبير الاقتصادي “أليكس دو فريس” الذي وضع أحد المؤشرات الأولى في هذا الموضوع سنة 2016، يبدي تشاؤمًا أكبر. إذ يعتبر أن الارتفاع الكبير الأخير في سعر البيتكوين سيكثف استهلاكها للطاقة الكهربائية إلى مستوى يتجاوز استهلاك كل مراكز البيانات الأخرى مجتمعة!.
2. لماذا تكثف البيتكوين استهلاكها للطاقة؟
يعود زيادة تخصيص مراكز بيانات عملاقة بشأن البيتكوين في العالم إلى المكافآت المغرية المرتبطة بها.
بروتوكول إثبات العمل:
قبل كل شيء، تنص قواعد البيتكوين على أن الأشخاص المشاركين في عمليات التعدين في شبكة “عمال المناجم”، يثبتون عملهم بحل المعادلات والمسائل الحسابية المعقدة بإصرارهم، وذلك باستخدام قوة معالجة (كقوة غاشمة). لذلك وفي المقابل، يحصل هؤلاء الناجحين في حل اللغز تلقائيا على مكافآت من البيتكوين كل عشر دقائق!.
ولضمان الإمداد الثابت لهذه العملة، تم تصميم ذلك البروتوكول للحفاظ على تكامل الشبكة، وذلك بجعل الحسابات أكثر صعوبة وتعقيدا. عندما يقوم العديد من الأشخاص بالتعدين، فيصبح أسهل عندما يقل عدد عمال المناجم.
لقد كان “إثبات العمل لضمان سلامة الشبكة” أحد المبادئ التأسيسية للعملات المشفرة الأكثر شهرة، سنة 2008 من قبل شخص مجهول أو جهة مجهولة أرادت استحداث عملة رقمية لامركزية.
قال Michel Rauchs، الذي قاد الفريق الذي أنشأ CBECI: “إذا كان لديك آلات جديدة أكثر كفاءة، فسوف تستخدم المزيد من الآلات”. أي لاحتواء حصة أكبر من البيتكوين للمشاركين في سوق التعدين.
الآن، وفي ظل ارتفاع سعر البيتكوين بأكثر من 55000 دولار، يعمل عمال المناجم بكامل طاقتهم.
الجدير بالذكر: هو ملاحظة وصول عملة البيتكوين إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق – 61،742 دولاراً- يوم السبت الماضي على خلفية الطلب الكثيف من المستثمرين.
إذا كنت تريد أن تعرف طرق شراء البيتكوين اضغط الرابط
3. ما هو الأثر البيئي لها؟؟
يقول المدافعون عن البيتكوين أن مع التطور السريع للطاقة المتجددة (خصوصا للمحطات الكهربائية) ذلك يعني أن أثر العملة المشفرة معتدلا على البيئة!.
لكن الباحثين في جامعة نيو مكسيكو قدروا في عام 2019، قبل الارتفاع الأخير الجنوني في الأسعار، أن كل دولار تدره Bitcoin خلف 49 سنتًا من الأضرار الصحية والبيئية في الولايات المتحدة.
بالإضافة إلى ذلك، يشير معارضو العملات المشفرة إلى التركيز الجغرافي القوي لاستخدامها في بعض البلدان مثل “إيران”. بعد أن تعرضت لعقوبات دولية منعتها من تصدير نفطها والاستفادة من الكهرباء الرخيصة والوفيرة، فتضاعف عدد عمال المناجم حيث تتيح العملات المشفرة الهروب من عين واشنطن.
في هذا المجال قال راوخس: “هناك حوالي 5٪ إلى 10٪ من التعدين تستحوذه إيران”.
بالنسبة للصين:
أضاف راوخس أن الغالبية العظمى من النشاط تتم في الصين، حيث يستفيد عمال المناجم الصينيون في جزء من العام لتوليد قوي للطاقة الكهرومائية جنوب البلاد. لكنهم يهاجرون شمالًا خلال موسم الجفاف وانحباس الأمطار، حيث يتم إنتاج الكهرباء بواسطة الليغنيت، وهو فحم بني يسبب تلوثا كبيراً.
أوضح راوخس: “إذا حاولت رؤية أثر Bitcoin في أي وقت، فستحصل على أرقام مختلفة تماماً”.
4. هل ممكن تغيير البروتوكول؟
في الحقيقة، لقد أصبح النقاد أكثر جرأة وحدة مع تزايد شعبية وانتشار البيتكوين.
ها هي ” الإيثيريوم” ثاني أكثر العملات المشفرة استخدامًا، تفكر في الانتقال من بروتوكول إثبات العمل إلى نظام أقل استهلاكًا للطاقة، والذي من شأنه تفادي بعض العمليات التي تستهلك الكثير من الطاقة.
لكن Bitcoin ستواجه صعوبات كبيرة في تبني هذه التغييرات، والتي ستجعل الشبكة لامركزية وآمنة.
وللتأكيد على ذلك، قال راوخس إن إثبات العمل “متجذر بعمق في قيمته، وفي ثقافته، لدرجة أن تغييره سيكون بمثابة تدنيس للمقدسات”، للتخلي عن البروتوكول.
والخلاصة:
أشار راوخس إلى أنه على الرغم من المحاولات العديدة، لم يتم تبني أي إصلاح كبير للعملة المشفرة من قبل مجتمعها.
إقرأ أيضا أخبار صادمة! عن عملات رخيصة مشفرة تسرق أضواء بيتكوين!